هنا كلمة صغيرة على الحكاية التي ذكرها الشيخ محمد رأفت سعيد عن صاحب التفاحة، هي حكاية غريبة وعجيبة سواء كانت صحيحة أو موضوعة فيها عبرة، فإن التفاحة وأشباهها مما يعفا عن التقاطه، إذا وقع في الأسواق أو في الطرقات أو في سواقي الماء أو ما أشبه ذلك، فالتمرة والتفاحة والرمانة وأشباه ذلك مما قد يقع في الأسواق أو في الطرقات أو في المياه أو ما أشبه ذلك مما يعفا عنه؛ لأن الغالب أن هذه الأمور لا تتبعها الهمم، ولو أرادها صاحبها لتبعها وأخذها، فهي مما يعفا عنه.
لكن هذا الشاب لو صحت الحكاية وقدرنا صحتها ففيها عبرة، فهذا الشاب لما وقع في قلبه ما وقع من الخوف والخشية لله وتتبع الموضوع وصبر على التعب ليريح ضميره -على تقدير صحة الواقع- فالله عوضه خيرًا عظيمًا بسبب صبره وجهاده، فطلبه راحة الضمير وراحة القلب من شيء وقع في نفسه وشيء اشتبه عليه والله يقول سبحانه: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا [الطلاق:2]، وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا [الطلاق:4]، فالعاقبة لأهل التقوى من صبر واتقى ربه عوضه الله خيرًا فَاصْبِرْ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ [هود:49] فعوضه الله ما أراح به ضميره، وأراح به قلبه من زوجة جميلة تقية، ومن سماح من صاحب التفاحة التي أشكلت عليه، فجمع الله له خيرًا كثيرًا ونعمة كبيرة؛ بسبب صبره وتقواه، وجهاده لنفسه، وطلبه رضا الله ، وسلامة ضميره وسلامة نفسه مما قد كدر عليه، وخاف من عاقبته، والله المستعان.