هكذا المؤمن ينتفع بما خلق لأجله، ويسعى في ذلك، ويتفقه ويتعلم، ولا سبيل إلا هذا إلا بالتفقه في دين الله من طريق الكتاب والسنة، من طريق القرآن وسنة الرسول ﷺ وأحاديثه، فأهل العلم يبينون لك ويشرحون لك معنى كلام الله وكلام رسوله ﷺ، وأنت تستفيد وتتعلم وتعمل بما شرع الله لك، وتنتهي عما نهاك الله عنه، وتقف عند حدود الله، وتستعين بنعم الله على طاعة الله، تستعين بما أعطاك الله من مال وجاه وصنعة وغير ذلك على طاعة الله ورسوله، على الدعوة إلى الله، على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، على تعليم العلم حسب طاقتك حسب ما أعطاك الله، ومن المعلوم أن الإنسان ما خلقه الله متعلمًا قال الله : وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ [النحل:78]، فالله أعطاك السمع والبصر والقلب لعلك تشكر لتتعلم وتستفيد، ثم تعمل بطاعة ربك وترك مناهيه .
الخميس ١٩ / جمادى الأولى / ١٤٤٦