ضرورة التعاون في إزالة المنكرات

والواجب على كل من له قدرة أن يبذل وسعه في القضاء على هذه الشرور، وألا يتساهل في ذلك، وألا يؤثر حظًا عاجلًا أو مداراة خاطر فلان وفلان أو غير ذلك مما يترك بعض الناس الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لأجله، بل يجب التشمير والجد والنشاط في محاربة هذه الشرور بكل ما يمكن مما أباح الله، ومما شرع الله ، ولا شك أن واجب الدولة فوق الجميع، نسأل الله لها العون والتوفيق، وعلى الهيئات وعلى الدعاة إلى الله والخطباء والأئمة وأعيان المسلمين وقاداتهم في كل مكان أن يساهموا ويعينوا في حرب هذه الشرور والقضاء عليها وتقليلها حسب الطاقة والإمكان، وعلى الباعة في البقالات وفي الدكاكين وفي كل مكان أن يحذروا هذا المحرم، وأن يساهموا بترك بيع ما حرم الله أو التحيل ببيع هذه الشرور على من يريدها منهم، فإن ذلك لا يخفى على الله ، وإن خفي على بعض الناس فالله جل وعلا يعلم السر وأخفى، وسوف يجازي كل عامل بعمله إن خيرًا فخير، وإن شرًا فشر، وعفوه أكثر ، فالواجب على العبد ألا يغتر بعفو الله، وألا يغتر بإمهال الله وإنظار الله، وأن يحذر العقوبات التي قد ينزلها سبحانه بمن عصاه وخالف أمره بغتة وهو لا يشعر، وقد يأخذه سبحانه على غره فيندم غاية الندامة، ومن ذلك بيع المسكرات فيما بين المسلمين بكل وسيلة، وكذلك صناعتها وترويجها بين الناس، كل ذلك من أقبح المحرمات، والذي يروجها ويصنعها للناس أعظم إثمًا وأكبر إثمًا ممن يشربها؛ لأن ضرر المروج أكثر وأخطر، فالذي يبيع الخمر ويروجها ويصنعها ويبيع الدخان على الناس أعظم شرًا وأكبر شرًا ممن يشربه ولا يروجه؛ لأن ذلك ناشر للإثم والعدوان، ناشر للفساد في الأرض، فشره أعظم وبلاؤه أكثر.