فكل واحد عليه أن ينصح لأخيه، فالمؤمن مرآة أخيه المؤمن ينصح له ويعينه على الخير، ويقول ﷺ: المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضًا وشبك بين أصابعه. ويقول ﷺ: مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى.
هكذا المؤمنون فيما بينهم لا يدعون أفرادهم أو عامتهم لدعاة الضلالة ولا لشياطين الإنس ولا لشياطين الجن بل ينصحون لهم ويعلمونهم ويوجهونهم إلى الخير، ويأخذون على أيديهم ويقفون سدًا منيعًا دون ظهور الشر بينهم من بدع وأهواء ومعاص وغير ذلك، بل المؤمنون شيء واحد في إنكار المعصية، وإنكار البدعة، والنصيحة للخاص والعام؛ حتى يظهر اتحاد الأمة ونشاطها ونصحها فيما بينها، وسلامة أفرادها من كل ما يخالف أمر الله وشرعه ، هذا الواجب على الجميع. وهذا الحديث العظيم جامع لهذا الخير العظيم، الدين النصيحة، الدين النصيحة، الدين النصيحة قيل: لمن يا رسول الله! قال: لله، ولكتابه، ولرسوله، ولأئمة المسلمين وعامتهم، فما ترك شيئًا إلا دخل في هذا، ما ترك هذا الحديث العظيم شيئًا تجب فيه النصيحة ويجب فيه الإصلاح وتجب فيه العناية إلا دخل في هذا العموم؛ لأن الناس لا يخرجون عن هذه الأمور الخمسة، شيء يتعلق بالله، وشيء يتعلق بكتابه، وشيء يتعلق برسوله، وشيء يتعلق بأئمة الناس، وشيء يتعلق بعامتهم، فما بقي شيء. فوجبت النصيحة في كل هذه الأمور على الوجه الذي يرضي الله، ويقرب لديه، ويباعد من غضبه وسخطه.
رزق الله الجميع التوفيق والهداية، وجزى المشايخ عن ندوتهم خيًرا، وضاعف مثوبتهم، ونفعنا جميعًا بما علمنا وسمعنا.
ومن أهم الأمور كما سبق غير مرة البلاغ، أنتم تبلغون، أنتم أيها الإخوة كلكم يبلغ، الرجال والنساء كل يبلغ في أي جهة في أطراف الدنيا في قريته في بيته في كل مكان يبلغ ما يسمع وما يستفيد من مثل هذا الكلام الذي سمعتم من الإخوان حتى يكون ذلك أنفع للأمة، وحتى تكون الفائدة أكمل، وحتى ينتشر العلم، وينتشر الخير، ويعم النصح.
رزق الله الجميع التوفيق والهداية، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه.