مراتب القدر

بسم الله، الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه، ومن اهتدى بهداه. أما بعد:

فقد سمعنا جميعًا هذه الندوة المباركة فيما يتعلق بموضوع الإيمان بالقدر التي تولاها أصحاب الفضيلة: الشيخ عبدالرحمن بن ناصر البراك، والشيخ محمد الراوي، والشيخ عبدالرحمن المحمود، وقد أجادوا وأفادوا ووضحوا ما ينبغي إيضاحه، فجزاهم الله خيرًا، وضاعف مثوبتهم، وزادنا وإياكم وإياهم علمًا وهدى وتوفيقًا، ونفعنا جميعًا بما سمعنا وعلمنا.

ولا ريب أن الموضوع موضوع عظيم كثير الفائدة عظيم الخطر بالنسبة إلى من لم يتقن هذا الأمر، وقد أوضح المشايخ ما ينبغي في هذا الباب، وهو بحمد الله إيضاح كامل ومفيد فيما يتعلق بهذا الموضوع العظيم، وسمعتم وعلمتم أن الإيمان بالقدر ركن من أركان الإيمان، وأصل من أصول الدين، يجب على أهل الإسلام الإيمان به، والاعتراف به، والحمد لله والشكر له على ذلك ، فهو مقدر الأقدار، وهو شارع الشرائع جل وعلا، وهو الحكيم العليم في شرعه وقدره جميعًا ، فهو حكيم عليم لما شرع، حكيم عليم فيما قضى وقدر جل وعلا، فله الحكمة البالغة والحجة الدامغة في كل ما شرع لعباده، وفي كل ما قضى وقدر في أمر عباده ، وسمعتم أيضًا مراتب القدر وأن من استوفاها إيمانًا وعلمًا وبصيرة فقد استوفى الإيمان بالقدر، فالقدر قدرة الله بقدرته العظيمة وعلمه العظيم وحكمته البالغة، قدر هذه الأقدار وجعل قدره مراتب.