الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه، ومن اهتدى بهداه.
يذكر الإخوان هنا أن بعض الصحف نشرت عن بعض الفلكيين دعواهم أن الخسوف سيقع في ليلة السبت الآتية، أو مساء السبت الآتية، ينبغي أن يعلم أن الخسوفات عند الفلكيين لها علامات، لها دلائل تعرف بها، وقد نبه على ذلك العلماء كابن القيم رحمه الله وشيخ الإسلام ابن تيمية وغيرهم، فلها دلائل يعرفونها بالاستقراء، باستقراء سير الشمس والقمر في منازلهما، وقد يعرفون أوقات الخسوف في المنازل التي عرفت لهذين الكوكبين، لكن قال العلماء: إن إخبارهم لا يجب تصديقها ولا يجوز تصديقها، بل هي من جنس أخبار بني إسرائيل التي لا يعرف لها ما يصدقها أو يكذبها، فقد يقع ما قالوا، قد يصيبون إذا ....... الحساب، وقد يغلطون ويخطؤون، فلا يعتمد على أقوالهم في الصلاة، وإنما على الكسوف الذي يرى، فإن رؤيا الكسوف شرع لنا فيه الصلاة والتكبير والذكر الذي بينه النبي عليه الصلاة والسلام، والصدقة.
أما مجرد قول الفلكي أو الفلكيين جماعة فلا يعتمد عليه؛ لأنهم قد يغلطون في حسابهم، فلا يقال في الليلة الفلانية: يصلي الناس الكسوف، ولو ما رأوا الكسوف لا، العمدة على ما قاله النبي ﷺ: فإذا رأيتم ذلك، النبي ﷺ قال: إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا تنكسفان لموت أحد ولا لحياته، فإذا رأيتم ذلك فصلوا وادعوا حتى يكشف ما بكم، فالمعول على رؤية ذلك، إذا رأى المسلمون ذلك في أي مكان شرع لهم أن يصلوا وأن يتصدقوا، وأن يذكروا الله، ويكبروا كما أمرهم النبي ﷺ، وفي اللفظ الآخر: فإذا رأيتم ذلك فافزعوا إلى ذكره ودعائه واستغفاره، كان يأمر بالصدقة والتكبير عند الكسوف والعتق عليه الصلاة والسلام.
فالحاصل أن أقوال الفلكيين ليست من دعوى علم الغيب، ولا تعتبر من علم الغيب، ولا يكفر من قال ذلك، ولكنها من باب الحساب الذي يخطئ ويصيب، فقد يصيبون فيما ينقلون ويكونوا قد أتقنوا الحساب الذي جعل الله فيه العادة أن الشمس متى نزلت في المنزل الفلاني أو القمر كسف، وقد يغلطون في الحساب، ويخطئون ولا يقع شيء مما يقولون، فينبغي أن يعلم هذا.