قبل بقية الأسئلة أحب أن أكمل ما سبق حول الشباب ذكرنيه خبر عمر عبد الرحمن وكنت ذكرته أيضا بعدما قمت للصلاة وهذا الشيء هو أن بعض الشباب في بعض البلاد قد تحمله شدة الغيرة والرغبة في نصر الحق أن يتجاهر بأشياء تجرئ الحكام عليه حتى يسجنوه أو يقتلوه وهذا مما لا ينبغي ينبغي للدعاة من الشباب وغيرهم أن تكون له همتهم في توجيه الناس إلى الخير وإرشادهم إلى الحق وبيان ما جاء عن الرسول ﷺ من الهدى حتى يكثر المسلمون الصادقون وحتى ينتبه الناس لما هم عليه من الباطل أما التهديد بالسلاح وبالخروج وبالقتل فهذا يضر الدعوة في كل مكان ولا تستفيده الدعوة ومتى علم حكام البلاد أن هؤلاء يهددون تتبعوهم وقضوا عليهم وآذوهم وهذا أمر معلوم فينبغي للدعاة ألا تكون هذه مهمتهم وألا يتوجهوا إلى هذا الطريق ولكن ينبغي لهم أن يصبروا على الدعوة كما صبر عليها النبي ﷺ في مكة وأصحابه صبروا ثلاثة عشر سنة ما هددوا بالسلاح يدعون الناس سرا وجهارا إلى توحيد الله وطاعة الله وهكذا في المدينة فلما استقامت الدولة وأذن الله لها بالقتال قام الجهاد بعد ذلك فالدعاة إلى الله في أي مكان هنا أو في مصر أو في الشام أو في أي مكان يسلكون مسلك الدعاة إلى الله جل وعلا والنصح وتوجيه الأمة إلى الخير ويكاتبون ولاة الأمور بالمكاتبات الطيبة اللينة ويقدمون في أول الكتاب قول النبي ﷺ: الدين النصيحة الدين النصيحة قيل لمن قال لله إلى آخره ويقولون لهم إنما أردنا الخير وأحببنا لكم الخير الذي به السعادة العاجلة والآجلة به تستقيم دولتكم وبه توفقون لما فيه عزكم ونجاتكم وبه تصلح أموركم وبه تسعدون في الآخرة أيضا أنتم والمجتمع جميعا هكذا يكون الدعاة بالكلام الطيب والأساليب الحسنة والرفق مع الناس لأن هذا ينشر الدعوة ويعين أهلها ويكثر أهلها، ويبصر الناس والدول بعد ذلك، والحكام لا يخافونهم، بل ربما أيدوهم إذا رأوا منهم النصح والكف عن الإعداد لقتالهم أو المظاهرة عليهم أو ما أشبه ذلك.
فنصيحتي لجميع الشباب وجميع الدعاة ألا يستعملوا القوة في هذا السبيل، وألا يطلبوا السلاح، وألا يدخروا السلاح، فإن هذا ضد الدعوة، ومن أسباب تسليط أذناب الفجرة ودعاة الكفر والضلال على أن يشجعوا القادة على أن يقضوا على الدعاة، وأن يطاردوهم في كل مكان حتى تنتهي الدعوة من البلاد، هذا كله خطأ، وكله غلط، فالواجب على الشباب في كل مكان وعلى غير الشباب من الدعاة وإن كانوا شيبًا الواجب العناية بالدعوة، وأن ....... بكلام الله وكلام رسوله عليه الصلاة والسلام، بالكلام الطيب والأساليب الحسنة في المجتمعات في المساجد في المدارس في الجامعات مع الحكام مع الأعيان بالمكاتبات الصالحة بالمكاتبات الطيبة التي تلين القلوب وترشدها إلى الحق والهدى، هذه نصيحتي للجميع، أرجو ممن سمعها أن يبلغها من وراءها إلى آخر الدنيا.