وسمعتم أحكام الطلاق، وتفصيل الطلاق المحرم والمكروه والمباح والمستحب والواجب، فينبغي للمؤمن أن يكون عنده عناية حتى لا يقع فيما حرم الله، وحتى لا يعجل بما تنبغي فيه الأناة، وليس هناك امرأة كاملة، كل امرأة فيها شيء من النقص، وليس هناك زوج كامل، كل زوج فيه نقص، فلا بد أن يتغاضى بعض الشيء عن بعض الأشياء التي لا أهمية لها، وليست معصية لله وإنما هي نقص في حقه وعدم قيام بما يجب من كمال حقه، فليتغاضى ولا يشدد في كل شيء، بل يتسامح إذا قصرت في بعض الشيء، أخرت الغداء بعض الشيء، أخرت الفطور بعض الشيء، أخرت العشاء بعض الشيء، تساهلت في غسل الثياب بعض الشيء، تأخرت في تقديم الشاي بعض الشيء، هذه أمور قد تقع، قد يكون لها أعذار، قد يكون عندها صبية صغار يؤذونها، فينبغي له ألا يعجل في الأمور وألا يغضب عليها الغضب الشديد عند أقل شيء أو يبادر بالطلاق عند أقل شيء، كل هذا واقع، وكثير من الناس لقلة صبره ولكثرة غضبه وقلة تأمله في العواقب.
والمرأة كذلك يلزمها أن تبتعد عن كل ما يغضب زوجها، عليها وعليها أن تسمع وتطيع في المعروف، وعليها أن تبتعد عن معاصي الله عز وجل، وألا تخرج إلا بإذنه من بيته، إلى غير ذلك مما يسبب الطمأنينة والوئام والراحة، أما مخالفتها له وعدم مبالاتها بأوامره فهذا كله يسبب الفراق، ويسبب غضبه عليها الكثير، ويسبب ضررًا عليهما وعلى أولادهما.