أما إذا كان يضيع حقوقها يسهر الليل عند فلان وفلان أو عند فلانة، ولا حول ولا قوة إلا بالله، ويضيعها ثم يريد منها أن تكون طيبة لها وأن تكون حسنة العشرة وهو قد أساء عشرتها وأشغل ليلها وأتعب نهارها وضيع حقوقها فكيف تكون الحال؟! كيف يكون حسن العشرة مع هذا التفاوت مع هذا الظلم من الزوج وعدم الرعاية والعناية؟ ثم أيضًا قد يكون سبابًا شتاًما في البيت لا يخاطبها إلا بالسب والشتم والكلام السيئ، فكل هذا من أسباب سوء العشرة، ومن أسباب الفرقة، ومن أسباب سوء الحال والاختلاف الطويل وجعل البيت جحيمًا بينهما، ولا دواء لهذا إلا طاعة الله والاستقامة على أمر الله، وأن يؤدي حقها، وتؤدي حقه، وأن يعرف لها قدرها، ويعرف لها حقها، وأن يعطيها ذلك كما تعطيه ذلك، فيتبادلان المعروف والرعاية والعشرة الطيبة، وتعرف له حقه فتعطيه أكثر، وتعرف له الدرجة التي فوقها فتعطيه أكثر، ولكنه هو ينصفها ويعطيها حقوقها ولا يسيئ إليها لا بفعاله ولا بكلامه، ويحذر غاية الحذر من أسباب الشر، فإن السهر مع الفسقة في الخمور والفساد وفي الزنا والفواحش هذا من أعظم الأسباب في ظلمها والعدوان عليها، ومن أعظم الأسباب في سوء الحال، ومن أعظم الأسباب في الطلاق والفرقة بينهما، كما هو واقع في كثير من الناس يظلمها ويتعدى عليها ويسيئ عشرتها، ويقول: لماذا لا تقوم بكذا، ولماذا لا تقوم بكذا، فهو يريد منها أن تكون خادمًا ذلولًا لا تعصي له أمرًا وهو مع هذا يتأسد عليها ويضيع حقوقها، هذا من الظلم وسوء العشرة بين الزوجين.
كذلك يجب عليه هو أن يطيع الله ورسوله وأن يستقيم على أمر الله بالصلوات وغيرها، فلو حرص كل واحد منهما على أداء واجباته استقامت الأحوال، وإذا قصر هذا أو هذا ساءت الأحوال بينهما، فعليه هو أن يجتهد في أداء الحق الذي عليه، وأن يراعي شعورها، وأن يحسن إليها، وأن يؤدي حقها، وعليها أن تعنى بذلك هي أكثر، وأن تؤدي حقه، وأن تحفظ بيته، وأن تحسن عشرته، وأن تسمع له وتطيع في المعروف، ولا تعصي له أمرًا وألا تخرج إلا بإذنه، وألا تأذن في بيته لأحد إلا بإذنه، وأن تعرف أن حقه عليها أكبر حتى تستقيم الحال بينهما.