فهذه العقيدة العظيمة الإسلامية التي مضمونها توحيد الله، والإخلاص له، والإيمان برسوله محمد ﷺ، وأنه رسول الله حقًا، والإيمان بجميع المرسلين، مع الإيمان بوجوب الصلاة والزكاة والصيام والحج، والإيمان بملائكة الله وكتب الله ورسل الله واليوم الآخر وبالقدر خيره وشره، والإيمان بكل ما أخبر الله به ورسوله.
هذه العقيدة الإسلامية فيه قوادح تقدح فيها ونواقص تنقضها يجب أن نبينها في هذه المحاضرة، والقوادح قسمان: قسم ينقض هذه العقيدة ويبطلها ويكون صاحبه كافرًا نعوذ بالله، وقسم ينقص هذه العقيدة ويضعفها، فالأول يسمى ناقضًا، الذي ينقضها ويفسدها ويكون صاحبه كافرًا مرتدًا عن الإسلام هذا يسمى ناقض يسمى مفسد، فنواقض الإسلام وهي الموجبة للردة في الأمور القولية والعملية الموجبة للردة هذه تسمى نواقض، والنواقض يكون قولًا ويكون عملًا ويكون اعتقادًا ويكون شكًا، فقد يرتد الإنسان عن الإسلام بقول يقوله، أو بعمل يعمله، أو باعتقاد يعتقده، أو بشك يطرأ عليه، هذه أمور أربعة كلها يأتي منها الناقض الذي يقدح في العقيدة ويبطلها، وقد ذكره أهل العلم في كتبهم وسموه باب حكم المرتد، كل مذهب من مذاهب العلماء وكل فقيه من الفقهاء ألف كتبًا في الغالب يذكر فيها عندما يذكر الحدود يذكر باب حكم المرتد، وهو الذي يكفر بعد الإسلام، هذا المرتد يعني رجع عن دين الله ارتد عن دين الله رجع عن دين الله وارتد عنه قال فيه النبي ﷺ: من بدل دينه فاقتلوه خرجه البخاري في الصحيح، وفي الصحيحين عن أبي موسى أنه جيء إليه بيهودي قد أسلم ثم رجع إلى اليهودية وارتد رجع إلى اليهودية في اليمن فجاءه معاذ بن جبل رضي الله عنه وقد بعثه الرسول ﷺ إلى اليمن كما بعث أبا موسى ووقف عليه وهو مقيد فقال: ما هذا؟ قال أبو موسى: هذا رجل يهودي أسلم ثم رجع إلى دينه الباطل، وجيء به ليقتل إن لم يرجع إلى الحق، فقال معاذ: لا أنزل حتى يقتل قضاء الله ورسوله، فأمر به فقتل؛ لأنه أصر ألا يرجع إلى الإسلام فيقتل بين يدي أبي موسى ومعاذ في اليمن، وقد بعثهما النبي ﷺ إلى اليمن أميرين ومعلمين ومرشدين وقاضيين فدل ذلك على أن المرتد عن الإسلام يقتل إذا لم يتب، يستتاب فإن تاب ورجع فالحمد لله، وإن لم يرجع واصر على كفره وضلاله يقتل ويعجل به إلى النار، لقول النبي ﷺ: من بدل دينه فاقتلوه.