ثم أمر آخر أشار إليه الشيخان في مسألة العناية بالزوج الصالح والفتاة الصالحة الإنسان لا يتساهل في الفتاة ولا يتساهل في الزوج، على الآباء والأولياء أن يعنوا، الفتيات أمانات عند أوليائهن، وعلى رأسهم الأب، فالواجب أن تؤدى الأمانة في هؤلاء، فينظر لها، ويختار لها، ويحرص، ويسأل، حتى يجد الزوج المناسب، وليس من شرطه الكمال، قد يكون فيه نقص لكن إذا قارب قبله، وينصح لها أيضا ويعينها على الموافقة على الزواج منه، ولا يكون همها أن يكون فلان ابن فلان عنده وظيفة كبيرة، وعنده مال كثير، فشا في الناس الحرص على المال، وأن يكون الزوج ذا وظيفة كبيرة، أو عنده مال، المهم أن يكون صالحًا طيبًا فسوف يأتي الله بالمال، والله لا أحصو من تشكو زوجها من قلة صلاته ومن شربه الخمر في هذه التلفونات لا نحصي، من تقول: إنه زوجونيه وأنا ما أعرف حاله، وهو سكير خبيث، كل ساعة يأتي سكران، لا يصلي، ويضربني، ويؤذيني، يعني هذه بلية عظيمة في هذا العصر، بلية نسأل الله الهداية والعفو والمسامحة، نسأل الله أن يهدي شبابنا وشيبانا جميعًا، نسأل الله أن يهدي الشباب والشيب جميعًا لما فيه رضاه، وأن يهدي الفتيات أيضًا لما فيه رضاه، أسأل الله أن يهدي الجميع.
لكن المقصود من هذا أن هذا أمر واقع، وأن على الأولياء أن يحرصوا على اختيار الزوج الصالح ولو كان فقيرًا، ولو كان ما هو معروف بين الناس ما دام ظاهره الخير يكفي، ولو بذل الوالد من ماله ولو أعطاه من ماله أو بعث إلى أحد يعطيه وهو يعطي ذاك الموعز إليه حتى يساعدوه على الزواج، عمر لما تأيمت حفصة خطب لها الصديق، جاء إلى الصديق قال: هل لك حاجة في حفصة؟ يزوجها إياها، فسكت الصديق، ثم ذهب إلى عثمان قال: هل لك حاجة في حفصة؟ فقال: أمهلني، ثم تزوجها النبي ﷺ، ما هناك حرج كون الإنسان يختار لبنته، يقول: يا فلان أنا عندي بنتي إذا كان لك رغبة، أو يوعز لإنسان يقول: يا فلان قل لفلان وساعده أيضًا أو سلفه وأنا أعطيك أو كذا من باب التعاون.
ثم هذا ليس خاصًا بالحاضرين، المقصود منكم أن تبلغوا من وراءكم، إذا بلغ واحد عشرة وراءه صارت الموعظة هذه تعم آلاف الناس، كان النبي ﷺ إذا خطب الناس يقول: فليبلغ الشاهد الغائب، فرب مبلغ أوعى من سامع، فأنتم ينبغي لكم أن تبلغوا وأن تتعاونوا مع إخوانكم في هذا السبيل الطيب، وهو تسهيل أمور النكاح، تعجيل زواج الشباب والفتيات، ولو كان كل منهما في الثانوي أو في المتوسط ما دام بلغ الحلم وعقل ما يعقل الرجال، فهو ذو شهوة، قد يقع في الفواحش في أول شبابه ثم يكره الزواج بعد ذلك؛ لأنه يرى أن الزواج سوف يمنعه من هذا البلاء الذي وقع فيه، نسأل الله العافية، فالبدار بالزواج، والحرص على الزواج أمر مطلوب.