وينبغي للأقارب وأهل الخير إذا عرفوا من الشخص العجز أن يعينوه ولو من الزكاة، إذا عرفوا أنه عاجز، يعني ينصحونه ويقولون له تزوج ويساعدونه من الزكاة، صرف الزكاة في هؤلاء من أفضل المصارف، ولعل الكثير منكم يعرف المشروع الذي أسسناه في مساعدة المتزوجين بمبلغ خمسة وعشرين ألف ريال مما يحصل من أهل الخير من الزكوات وغيرها، نفع الله به جمًا غفيرًا جما غفيرًا من الناس من زكاة إخوانهم، فالزكاة من مصارفها الفقير، والذي لا يستطيع الزواج فقير، فإذا عرف جيرانه عرف أقاربه أنهم عاجز أعطوه ولا حرج ولا نقص عليه في ذلك، يدعونه ويقولون: يا فلان تزوج، بادر نحن مستعدون لمساعدتك، إما قرضًا وإما مساعدة وعطية أو من الزكاة، هكذا ينبغي للمؤمنين فيما بينهم في أي بلد وفي أي قبيلة، سواء كان في القرى وفي الأمصار أو في البوادي، المقصود التعاون على هذا الخير العظيم، وعلى هذا المشروع العظيم الذي سمعتم فوائده: من تكثير الأمة، وإعفاف الفروج، وغض الأبصار، وإراحة الأمة من هذا الفساد في الأسواق والتلفونات، وغير ذلك.
الواجب أيها الإخوة في الله أن تكون هنا أذن صاغية، وقلب واع، وهمة عالية في تنفيذ الأوامر والبذل بما يسر الله لكم، وأي قيمة لهذا المال إذا كان ما ينفع الناس؟ أي قيمة له؟ ويش المال كالحجر أو التراب أيش الفائدة منه إذا كان لا ينفع؟ إذا كان لا ينفع لا قيمة له، بل يضر أهله، يضرهم إذا بخلوا به، ولم يؤدوا حقه، ولم يخرجوا زكاته، ولم يساعدوا فقيرهم ومحتاجهم وقريبهم، المسلمون إخوة جسد واحد، يقول النبي ﷺ: المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضًا وشبك بين أصابعه خرجه الشيخان في الصحيحين، ويقول عليه الصلاة والسلام: مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى متفق على صحته، أين التراحم هذا والتعاطف وأنت تعلم أن فلان ولد عمك أو جارك فقير ومد في الزواج قد بلغ عشرين أو خمسة وعشرين وأكثر وعندك المال ما تساعده؟ أين الإخوة الإيمانية؟ أين العطف؟ أين المحبة؟ أين الجود والكرم؟ إذا كان ولا بد فأقل شيء من الزكاة، إذا كانت النفس لا تسمح بالمساعدة من صلب المال فأقل شيء الزكاة، يعطى من الزكاة ما يعينه على الزواج ولو كان بعيدًا عنك، ولو كان ليس من أقاربك متى عرفت حاله.