وسمعتم ما رواه ابن عمر عن النبي ﷺ أنه قال في صلة أهل ود الرجل ود أبيه: إن أبر البر، وفي اللفظ الآخر: من أبر البر أن يصل الرجل أهل ود أبيه، فكيف بأبيه؟ وسمعتم أيضًا قوله ﷺ لما سأله رجل يا رسول الله! هل بقي من بر أبواي شيء أبرهما بهما؟ قال: نعم، الصلاة عليهما، والاستغفار لهما، وإنفاذ عهدهما من بعهدهما، وإكرام صديقهما، وصلة الرحم التي لا توصل إلا بهما، كالأعمام ونحوهم، والأخوال والخالات ونحو ذلك، هذا من حقهما بعد الوفاة، الاستغفار لهما، والصلاة عليهما أي: الدعاء لهما، ومن ذلك صلاة الجنازة، وإنفاذ عهدهما، يعني وصاياهما من بعدهما إذا كانت وصايا شرعية تنفذ، وإكرام صديقهما، وصلة الرحم التي لا توصل إلا بهما، كل هذا من برهما بعد الوفاة.
وصادف ابن عمر رجلًا من الأعراب في بعض أسفاره، فسلم على ابن عمر كما سمعتم في الندوة، وخبره أنه ابن فلان، وكان أبوه صديقًا لعمر رضي الله عنه، فلما عرفه ابن عمر وأن أباه كان صديقًا لعمر كان معه حمار يرتاح عليه يعني: مع الناقة التي يركبها، يركب الناقة ويرتاح بعض الأحيان على الحمار، فلما عرفه أعطاه الحمار، وأعطاه العمامة، وقال: اشدد بها رأسك، وأعطاه الحمار يركبه، فقال له بعض الناس: إنهم الأعراب يكفيهم القليل يا أبا عبد الرحمن، قال: إن أباه كان ود لعمر، وقد سمعت الرسول يقول عليه الصلاة والسلام: إن من أبر البر أن يصل الرجل أهل ود أبيه.