والواجب عليك -أيها المسلم- أن تتقي الله أينما كنت، وأن تحذر أسباب الهلاك، وأن تحذر ذلك من حولك من أهل وأولاد وجيران وغيرهم، وأن تعين على الحق أينما كنت، وأن تعين على ترك الباطل أينما كنت، وأن تكون صادقًا في ذلك، لا تخف في الله لومة لائم، ولا تقول الأمر قد فرط وانتهى، وتستسلم للباطل لا، بل عليك أن تحمل السلاح دائمًا، عليك الجهاد، عليك –يعني- أن تنكر المنكر، وأن تدعو إلى الحق، بأن تكون أبدًا في جهاد، وفي صبر ومصابرة لإقرار الحق، وللدعوة إليه بكلامك الطيب وأسلوبك الحسن، لا بالعنف والشدة، بل تكون مجاهدًا بقولك، وجهادك ودعوتك إلى الله، وأمرك بالمعروف وإنكارك المنكر، فإن الدعوة إلى الله جهاد، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر جهاد، وهذا سلاح المؤمن، سلاح ينفع الله به العباد، ليس السلاح بالسيف والبندق فقط لا، هذه الدعوة سلاح ينفع الله بها العباد بالحكمة والكلام الطيب والأسلوب الحسن وإقامة الأدلة كما قال الله جل وعلا: ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ [النحل:125]، وقال سبحانه: وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ [فصلت:33]، فلا تيأس، ولا ينبغي اليأس، بل ينبغي للمؤمن أن يكون أبدًا حريصًا على الحق، طالبًا له، داعيًا إليه، راغبًا فيه، مرغبًا فيه، ولا يقول الأمر قد فرط، وانتهى الأمر، وهلك الناس لا، الناس فيهم بقية خير، وفيهم بقية محبة للخير، وبقية رغبة في الحق، فعليك أن تشارك في الخير، وأن تحذر الباطل، وأن تحذر من الباطل، وألا تيأس من إقامة الحق، ومن القضاء على الباطل منك ومن إخوانك ومن دولتك ومن سائر إخوانك المسلمين، بالتعاون على البر والتقوى، وبالتواصي بالحق والصبر عليه، وإذا يئس الناس وأخلدوا للبطالة وأخلدوا لليأس ساد المنكر وانتشر المنكر وقل الخير، ولا حول ولا قوة إلا بالله، ولكن ما داموا يشعرون بالواجب وما داموا يعملون ويكافحون فإن الشر ينقص والخير يكثر.
ولا يخفى ما وجد الآن بحمد الله من الحركات الكثيرة الإسلامية في الشباب وغير الشباب، هذا يبشر بخير كثير، وهناك حركات ضارة أخرى شيطانية خبيثة تنذر بشر، فالواجب الكفاح، والواجب تأييد الحق، ومن قام به، والحرص على كبت الباطل ومن قام به، وقضى عليه حسب الطاقة والإمكان بالتعاون على البر والتقوى بالتواصي بالحق والصبر عليه، وهكذا مناصحة ولاة الأمور مناصحة أعيان البلاد مناصحة من تستطيع أن تنصحه؛ لأن الدين النصيحة، فلا تيأس، ولا تقل هذا أمر انتهى لا، عليك بالنصيحة والتوجيه إلى الخير، والله يقول جل وعلا: وَلَا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ [يوسف:87].
فعلينا أن ننصح لله، ولعباد الله، والله يقول سبحانه في أوصاف الرابحين في أوصاف الناجين: وَالْعَصْرِ إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ [العصر:1-3]، هذه صفات الرابحين، وهذه العناصر الأربعة هي أصول النجاة، وهي أسباب السعادة، وهي أصول صلاح المجتمع، فكل مجتمع .......، هذه الأصول الأربعة من الإيمان بالله ورسوله والعمل الصالح والتواصي بالحق والتواصي بالصبر، فهو مجتمع صالح، مجتمع سعيد رابح، وإذا تخلى المجتمع عن هذه الأصول الأربعة أو بعضها جاءت إليه الخسارة من كل جانب، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
نسأل الله للجميع الهداية والتوفيق.