وطريق السلامة وطريق النجاة هو ما بين لكم أخونا الدكتور زاهر في المحاضرة هو الاعتصام بحبل الله، والتمسك بدين الله، والإقبال على الله وعلى دينه، والإقبال على القرآن الكريم والسنة المطهرة، ولهذا قال الله جل وعلا: فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا [النساء:59]، وقال سبحانه: وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ [الشورى:10]، والنبي ﷺ خطب الناس في حجة الوداع خطبة طويلة في آخر حياته عليه الصلاة والسلام في مجمع عظيم يوم عرفة، وقال لهم: «إني تارك فيكم ما لم تضلوا إن اعتصمتم به كتاب الله»، يعني: القرآن، زاد الحاكم وغيره «وسنتي»، فطريق النجاة هو الاعتصام بحبل الله والاعتصام بكتاب الله وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام، وذلك بالإقبال على القرآن الكريم، وتدبره، والإكثار من تلاوته، والعمل بما فيه من الأوامر، والحذر من النواهي، وتأمل ما فيه من العبر والأمثال والقصص التي قصها الله من أخبار الرسل وأممهم ومن نجا ومن هلك، وما هي أسباب النجاة، وما هي أسباب الهلاك، فلنا فيه العبرة، قال الله سبحانه: لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ [يوسف:111]، فالقصص الماضية فيه عبر، وفيه ذكرى، ولما ذكر جماعة من الأنبياء عليهم الصلاة والسلام في سورة الشعراء قال بعد كل قصة: إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ [الشعراء:8]، كان فيه آية فيه عبرة فيه عظة لمن تدبر.
ولما ذكر قصة يوسف وقصة إخوته وما جرى عليهم وعلى أبيه قال سبحانه: لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى [يوسف:111]، فبين لنا أن هذه الحكايات وهذه الأخبار التي بينها سبحانه فيها عبرة، وفيها آيات وفيها عظة وفيها ذكرى لمن تدبر وتعقل، فالناجون من قوم نوح ومن قبلهم من ذرية آدم ومن قوم هود ومن قوم صالح وقوم لوط وقوم شعيب وقوم موسى وهارون وقوم إبراهيم وغيرهم الناجون هم الذين أطاعوا الله ورسوله، هم الذين تمسكوا بدين الله، هم الذين تابعوا الرسل وعظموا ما جاءت به الرسل، وصبروا على ذلك، ولو قتلوا صبروا، هؤلاء هم الناجون هم السعداء.