ثم هذا الاستنجاء ليس لكل شيء بل للبول والغائط، بعض الناس يخفى عليه فيظن أنه يستنجي من الريح أو من لحم الإبل أو من مس فرجه أو من النوم لا هذا ما يحتاج إلى استنجاء، تبدأ بالمضمضة والاستنشاق فقط، إذا أردت الوضوء تغسل كفيك ثلاثًا بنية الوضوء، وتسمي الله جل وعلا، ثم تبدأ وتمضمض وتستنشق وتغسل وجهك، لا حاجة للاستنجاء، الاستنجاء غسل الذكر والدبر يكون لأحد أمرين: إما خارج من الدبر كالغائط ونحوه، أو خارج من الذكر كالبول، أما الريح الفساء أو الضراط كذلك لحم الإبل كذلك النوم كذلك مس الفرج هذه أشياء ما تحتاج إلى استنجاء، إنما يكفيها التمسح الذي هو الوضوء الشرعي، وهو البداءة بغسل الكفين ثلاثًا مع التسمية، ثم المضمضة والاستنشاق، هذا هو الوضوء الشرعي، أما غسل الدبر والذكر فهذا يسمى الاستنجاء، وإن كان بعض العامة يسميه وضوء لكنه في الشرع يسمى استنجاء، وإذا كان بالحجارة يسمى استجمار، وعرفت أنه يجزئ وحده، إذا أنقى المحل وطيب المحل ولم يبق للحاجة أثر كفى عن الماء، وإذا استنجى بالماء كفى وحده، وإذا استنجى بهما كان أكمل وأفضل، هذه أمور ينبغي التنبه لها؛ لأن بعض الناس قد يظن أنه لا بد من ماء ولا تجزئ الحجارة ولا يجزئ اللبن ولا يجزيه المناديل؛ لأنه ما درس هذا الشيء ولا سمعه في الدروس التي يسمعها، فإذا سمع الإنسان الواجب يبلغه غيره، كما قال النبي ﷺ: فليبلغ الشاهد الغائب، فرب مبلغ أوعى من سامع، وقال عليه الصلاة والسلام: نضر الله امرأ سمع مقالتي فوعاها ثم أداها كما سمعها، فالمؤمن إذا سمع الفائدة أداها إلى أهل بيته إلى إخوانه وجلسائه، مثل ما سمعتم فيما يتعلق بالسواك يعلم الإنسان أهله حتى تستاك زوجته وأمه وأخواته يعتادوا السواك، يعلموا من جهة الاستنجاء المرأة لا تستنجي من الريح مثل الرجل لا من الريح ولا من النوم ولا من لحم الإبل ونحو ذلك، إنما الاستنجاء من البول والغائط، ويجزي فيه اللبن والحجارة والتراب والخشب والمناديل إذا أنقى المحل ثلاث مرات أو أكثر لا ينقص عن ثلاث، ثلاث مرات أو أكثر حتى ينقي المحل ويطيب المحل.
نسأل الله للجميع المزيد من التوفيق.