فطول الأظفار يكون صاحبه شبيهًا بالسباع، وفيه أن من الأذى والمنظر السيئ ما ينفر منه، وهي مجمع الأوساخ أيضًا، وقد يؤذي بها غيره إذا طالت يؤذي بها أولاده وزوجته وغير ذلك، وتؤذي زوجها وغير ذلك، فطولها ليس من الإسلام في شيء، بل هو من التشبه بالسباع وببعض الكفرة، وقد شاع في الناس اليوم موضة جديدة في النساء تطويل الأظفار، وهذا غلط وقبيح، ومخالف للسنة، ولا يجوز أن تبقى أكثر من أربعين ليلة، فينبغي التنبيه لهذا، وأن يلاحظ ما يتعلق بالنساء في ذلك.
وأما قص الشارب فهذا شيء يتعلق بالرجال، وقصه هو السنة لا حلقه، فالأولى أن يكون قصًا لا حلقًا، ولهذا قال عليه الصلاة والسلام: قصوا الشوارب جزوا الشوارب وأعفوا اللحى، وأرخوا اللحى ووفروا اللحى واحفوا الشوارب فجزه وقصه وإحفاؤه هو السنة، يجزه ويقصه قصًا تامًا، لكن يبقى منه بقية للجمال والزينة يسيرة لا حلقًا، وأما اللحية فيجب توفيرها وإرخاؤها فهي من جمال الرجل، وهي وجه الرجل، تقول العرب إذا رأت اللحية: ظهر وجهه.
وسمعتم ما قاله أحد الشيخين فيما يتعلق بزوالها وأنه مشابهة للنساء والصبيان الذين معروف أمرهم، فالرجل يتميز عن الصبي وعن المرأة بظهور اللحية، وهي وجه الرجل، وهي ميزة الرجل عن النساء، ومن المؤسف المحزن ومن البلاء أن تنقلب الفطر وأن تغير الفطر حتى يستحسن ما استقبحه الرسول ﷺ، وحتى يستقبح ما دعا إليه الرسول ﷺ، ويدعا إلى تركه، ومن البلاء أيضًا أن يكون ذلك من بعض من ينتسبون إلى العلم، أن يكون منسوبًا للعلم ومع ذلك يحلقها ويأخذها ولا يبالي وهو مدرس وأستاذ، هذه من المصائب، فإنه يتأسى به الطلاب ويتأسى به غيره، فالواجب على طلبة العلم أن تكون مبادرتهم إلى السنة أكمل من غيرهم، وأسرع من غيرهم؛ لأنهم هم القدوة، ويتأسى بهم، فينبغي أن يكون أسرع إلى كل خير، أسرع إلى الصلاة في الجماعة وإلى الصفوف الأول، أسرع إلى إعفاء اللحية وتوفيرها وقص الشوارب، أسرع إلى كل خير؛ لأنهم دعاة إلى الله، ومبلغون عن الله وعن رسوله عليه الصلاة والسلام، فالواجب والمشروع لهم أن يكونوا أسرع الناس إلى الخيرات وأبعدهم من الشرور.
وما يتعلق بالختان أمر معلوم ومشهور عند أهل العلم أنه سنة، وذهب بعض أهل العلم إلى وجوبه، حتى شدد فيه ابن عباس تشديدًا عظيمًا ولهذا ذهب جمع من أهل العلم إلى وجوب ذلك في حق الرجل، أما المرأة فالأولى في ذلك أنه سنة في حقها، وكرامة في حقها إذا تيسر من يحسن ذلك ويحسن ختنها.