وهذا من السحر الذي سماه الله عظيم، وَاسْتَرْهَبُوهُمْ وَجَاءُوا بِسِحْرٍ عَظِيمٍ [الأعراف:116] ولهذا الصحيح عند أهل العلم أن الساحر يقتل بغير استتابة، وقد ذهب بعض أهل العلم إلى أنه يستتاب وأنهم كالكفرة الآخرين يستتابون، ولكن الصحيح من أقوال أهل العلم أنه لا يستتاب لأن شره عظيم، ولأنه يخفي شره، ويخفي كفره، فقد يدعي أنه تاب وهو يكذب فيضر الناس ضررًا عظيمًا، فلهذا ذهب المحققون من أهل العلم إلى أن من عرف وثبت سحره يقتل ولو زعم أنه سيتوب وأنه سيرجع وأنه نادم لا يصدق، ولهذا ثبت عن عمر أنه كتب إلى أمراء الأجناد أن يقتلوا كل من وجدوا من السحرة حتى يتقى شرهم، قال أبو عثمان النهدي: فقتلنا ثلاث سواحر، هذا جاء في صحيح البخاري عن ...... بن عبدة، وهكذا صح عن حفصة أنها قتلت جارية لها لما عرفت أنها تسحر قتلتها، وهكذا جندب لما رأى ساحرًا يلعب برأسه يقطع رأسه ويعيده يخيل على الناس أتاه من جهة لا يعلمها فقتله، وقال: أعد رأسك إن كنت صادقًا.
فالمقصود أن السحرة شرهم عظيم، ولهذا يجب أن يقتلوا، يجب على ولي الأمر إذا عرف أنهم سحرة وثبت أنهم سحرة أن يقتلوا، إلا من جاء تائبًا ما عرفناه ولا درينا عنه جاء تائبًا نادمًا يخبر أنه قد جرى له كذا وكذا ولكن تاب منه والحمد لله، فهذا يقبل على الصحيح؛ لأنه جاء تائبًا ما أمسكناه ولا عثرنا عليه، بل جاء تائبًا نادمًا، فهذا قد يقبل ويدرأ عنه الحد حد القتل؛ لأنه جاء تائبًا يدل على صدقه.
المقصود أن السحرة شرهم عظيم، فالواجب على ولاة الأمور إذا وجدوا في أي بلد الواجب على ولاة الأمور أن يدفعوا شرهم بالقتل إذا ثبت ذلك حتى يريحوا الناس من باطلهم وشرهم وفسادهم.