ومع ترك النواهي التي نهى عنها الرسول ﷺ وأعظمها وأخطرها الشرك بالله أصغره وأكبره، الشرك الأكبر ما بين الله في كتابه على لسان رسوله ﷺ، وهو ما يخرج عن الملة، ويوجب الخلود في النار، وهو صرف بعض العبادة لغير الله، هذا يقال له: الشرك الأكبر، كمن يدعو الأموات ويستغيث بهم، أو يدعو الأصنام أو الكواكب أو الشمس والقمر أو الجن أو غير ذلك، بل يدعو أحدًا سوى الله من غائب أو ميت وجماد وغير ذلك، فقد جعل مع الله إلهًا آخر، والله يقول سبحانه: وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لَا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ [المؤمنون:117]، ويقول : وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا [الجن:18]، وهكذا من كذب شيئًا مما جاءت به الرسل صار مع الكافرين صار في صف أهل النار المخلدين فيها، نسأل الله العافية، وهكذا من جحد ما أوجب الله مما هو معلوم من الدين بالضرورة أو جحد بعض ما حرم الله مما هو معلوم من الدين بالضرورة صار مع الكافرين بالكفر الأكبر، فمن جحد وجوب الصلاة، أو جحد وجوب الزكاة، أو جحد وجوب صوم رمضان، أو جحد وجوب الحج مع الاستطاعة في العمر مرة، أو جحد أن الله شرع الجهاد لأعداء الله، أو قال: إن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر غير مشروع كل هذا ردة عن الإسلام، وكفر بالله ، وهكذا من جحد بعض ما حرم الله مما هو معلوم من الدين بالضرورة بالأدلة الشرعية، كمن جحد تحريم الزنا، وقال: الزنا حلال، أو اللواط حلال، أو الخمر حلال، أو الربا حلال، أو ما أشبه ذلك، إن كان جاهلًا يعلم فإذا علم ثم أصر على تحليل هذه الأشياء كفر، وإن كان عاش بين المسلمين كفر بذلك -نسأل الله العافية-؛ لأنه استحل شيئًا حرمه الله تحريمًا قطعيًا أجمع عليه المسلمون ودلت عليه الأدلة، وهكذا من استهزأ بالدين من سخر بالدين أو بالصلاة أو بالزكاة أو بالصوم أو بالحج أو بالجهاد قال الله تعالى: قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ [التوبة:65-66].
فالمقصود أن نواقض الإسلام كثيرة حتى عدها بعضهم أربعمئة، كلها تنقض الإسلام، كلها تبطل الدين، ولو صلى وصام، ولو قال: لا إله إلا الله، إذا أتى بواحد منها كفر، نسأل الله العافية، فإذا شهد ألا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله وصلى وصام وأدى الحقوق وترك المحارم هذا هو المسلم، ولكن متى أنى بناقض بطلت هذه الأعمال وَمَنْ يَكْفُرْ بِالْإِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ [المائدة:5]، وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ [الأنعام:88]، فإذا أتى بناقض من هذه النواقض وحد الله وصلى وصام وأدى الزكاة وحج إلى غير ذلك ولكنه يقول: مثلًا إن محمدًا ﷺ كتم بعض ما جاء به ما بلغ البلاغ المبين يعني قصر ما أدى الواجب كفر، ولو صلى وصام أو فعل كل ما أمر الله به ولكنه يعبد البدوي أو يعبد الحسين أو يعبد الشمس أو يعبد القمر ويدعوهم ويستغيث بهم ويطلبهم المدد والعون أو يطلب الشمس أو القمر أو الجن كفر بذلك وبطلت أعماله وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ [الأنعام:88] أو استهزأ بالجنة، وقال: إنها ما لها حقيقة الجنة ما لها حقيقة كله كذب أو النار ما لها حقيقة كله كذب كفر إجماعًا بإجماع أهل العلم ...... هذه مكفرات ونواقض للإسلام، ولو صلى وصام أو قال: إن القرآن ما هو صحيح ما هو كلام الله كفر إجماعًا نسأل الله العافية، أو استهان به جعله تحت رجله أو جلس عليه يستهين به أو بال عليه أو على شيء منه وهو يعلم ذلك يدري أنه القرآن كفر بذلك -نسأل الله العافية- ولو صلى وصام.