وجوب اتباع ما جاء به الرسل واتباع الأمة المحمدية لرسولها

فعلى العباد جميعًا ذكورهم وإناثهم أغنيائهم وفقرائهم حكامهم ومحكوميهم جنهم وإنسهم عليهم جميعًا أن يعبدوا الله وحده، وأن يعظموه، وأن يخصوه بالعبادة، وأن يطيعوا أوامره التي جاءت به رسله، وأن ينتهوا عن نواهيه جميعًا راغبين فيما عنده، وطلبًا لمرضاته، وحذرًا من عقابه، هذا هو الواجب على الأمم مع الرسل.

أما هذه الأمة فواجبها أن تتابع رسولها محمد عليه الصلاة والسلام؛ لأن الله خص هذه الأمة بهذا الرسول، فهو آخر الأنبياء والرسل، وهو خاتمهم، وهو حظ هذه الأمة من الرسل، وهو أفضل الحظوظ عليه الصلاة والسلام، فعلى الأمة المحمدية أن تجيب ما دعيت له، وما جاء به نبيها عليه الصلاة والسلام من توحيد الله، والإخلاص له، وعدم الإشراك به، وطاعة الأوامر، وترك النواهي، والوقوف عند الحدود، والله بعث محمدًا صلى الله عليه وسلم إلى الناس عامة جنهم وإنسهم ذكورهم وإناثهم حكامهم ومحكوميهم عرب وعجمهم كلهم مأمورون باتباع هذا الرسول عليه الصلاة والسلام، كلهم مأمورون بتوحيد الله والإخلاص له، كلهم مأمورون بطاعة الأوامر وترك النواهي.

أما الرسل الماضون فكل واحد أرسل إلى قومه، كل واحد منهم أرسل إلى قومه يبشرهم وينذرهم بلسانهم وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ [إبراهيم:4]، أما محمد ﷺ فقد بعثه الله إلى الناس عامة، لما كان هو الخاتم والآخر جعله الله إلى الناس عامة وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا [سبأ:28]، قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا [الأعراف:158]، وقال عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح: كان النبي يبعث إلى قومه خاصة وبعثت إلى الناس عامة عليه الصلاة والسلام، وقال أيضًا: والذي نفسي بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أهل النار.

 فعلى جميع العرب والعجم والجن والإنس والذكور والإناث وسائر المكلفين جميعًا عليهم أن يتبعوا هذا الرسول عليه الصلاة والسلام، وأن ينقادوا لما جاء به من قول وعمل وعقيدة، وذلك بتوحيد الله والإخلاص له سبحانه في جميع الأحوال، في الشدة والرخاء، في المرض والصحة، في السفر والإقامة، في جميع الأحوال، مع طاعة الأوامر التي فرضها الله على عباده من صلاة وصوم وزكاة وحج وجهاد وأمر بمعروف ونهي عن منكر، وغير ذلك.