العلاقة بين الإيمان والإسلام

فعلى المؤمن أن يؤمن بهذه الأصول، ثم الإيمان يطلق على جميع ما أمر الله به ورسوله، وعلى ترك ما نهى الله عنه ورسوله، فالإيمان يطلق على هذا كله، لكن هذه أصوله الستة هذه أصوله، كما أن أصول الإسلام الشهادتان والصلاة والزكاة والصيام والحج، هذه أركان الإسلام شهادة ألا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت هذه أصول الإسلام الخمسة وأركانه ....... أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وبالقدر خيره وشره هذه أصول الإيمان المتعلقة بالقلب، وذكر أصول الإسلام الظاهرة التي يتعلق باللسان والعمل.

ثم الإسلام يطلق على جميع الدين، والإيمان يطلق على جميع الدين، إذا انفرد كل واحد يطلق على الآخر، ويقال لجميع الدين إنه الإيمان، ويقال لجميع الدين إنه الإسلام، إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ [آل عمران:19]، وقال سبحانه: وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ [آل عمران:85] وقال ﷺ: الإيمان بضع وسبعون شعبة أو قال: بضع وستون شعبة، فأفضلها قول لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق، والحياء شعبة من الإيمان.

فالدين كله يسمى إيمانًا، فالشهادتان إيمان، والصلاة إيمان، والزكاة إيمان، والصوم إيمان، والحج إيمان، والجهاد إيمان، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إيمان، وبر الوالدين وصلة الرحم إلى غير ذلك كل هذا يسمى إيمانًا، حتى إماطة الأذى عن الطريق يسمى إيمانًا، وتسمى هذه الخصال إسلامًا، أيضًا تسمى الصلاة إسلامًا، والحج والجهاد إلى غير ذلك يسمى إسلامًا، ويقال لها: خصال الإسلام، ومن خصال الإيمان، لكن إذا اجتمعا في نص واحد صار الإسلام الأعمال الظاهرة، ويفسر الإيمان بالأعمال الباطنة التي هي الأصول المتعلقة بالقلب.

وإذا أطلق الإسلام وحده إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ [آل عمران:19] دخل فيه كل ما أمر الله به ورسوله مما يسمى إسلامًا ويسمى إيمانًا، وهكذا إذا أطلق الإيمان إن دين الله هو الإيمان يعني الإيمان بكل ما شرعه الله، وبكل ما أمر الله به، وبكل ما نهى الله عنه، فترك المعاصي إيمان، ويسمى إسلامًا أيضًا، ترك المعاصي ترك الزنا ترك العقوق ترك شرب المسكرات يسمى إيمانًا ويسمى إسلامًا، يسمي إسلامًا لأنه انقياد لله وطاعة له، ويسمى إيمانًا لأنه تصديق لله وامتثال لأمره، لأن الملتزم مصدق، فإذا أطاع الله ورسوله فقد صدق الله وقد انقاد لشرعه، ويسمى إسلامًا، لأنه انقاد لأمر الله وأسلم لله وذل لله وأطاعه، كله يسمى إسلامًا، ويسمى عمله إسلامًا، ويسمى إيمانًا لأنه صدق ربه فيما أمر به ونهاه وامتثل، فامتثاله تصديق لله وإيمان بما شرع .

نسأل الله للجميع التوفيق والهداية، ولا حول ولا قوة إلا بالله.