فالتزويج بالفتيات لمن معه زوجة أو زوجتان أو ثلاث خير من بقائها عانسة في البيت، ربع الرجل أو نصف الرجل أو ثلث الرجل خير لها من بقائها من دون شيء، فكونه يأخذ ثنتين أو ثلاثًا أو أربعًا ينظر ويتأمل ما تقتضيه المصلحة، فيتزوج ما طاب له من ذلك بميزان الشرع مع التحري والعدل والعناية باختيار الزوجات الطيبات، كما يقول ﷺ: تنكح المرأة لأربع: لمالها، ولجمالها، ولحسبها، ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك، فيلتمس الصالحات.
وهكذا الفتيات وأولياؤهن يلتمسون الصالحين من الرجال، لا يزوجون من هب ودب، من الكفرة، من تارك الصلوات، من أصحاب الخمور والسكيرين الذين يضرون زوجاتهم ولا ينفعونهن، ينبغي للمرأة وأوليائها ألا يكون همهم أنه فلان ابن فلان، أو أنه ذو وظيفة، أو أنه تاجر، أو أنه ما عنده زوجة، ليس هذا هو الميزان، الميزان أن يختار الرجل الصالح حتى ولو كان فقيرًا سوف يغنيه الله من فضله كما قال : وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ [النور:32]، وفي الحديث الصحيح: ثلاثة حق على الله عونهم ذكر منهم المتزوج يريد العفاف، فمن تزوج للعفاف يعينه الله، ولو استدان، ولو اقترض، ولو اشترى سلعة إلى أجل ثم باعها وتزوج سوف يعينه الله، وسوف يقضي عنه، كما قال النبي ﷺ: من أخذ أموال الناس يريد أداءها أدى الله عنه، ومن أخذها يريد إتلافها أتلفه الله رواه البخاري في الصحيح.
فالواجب على الشباب أن يتزوجوا، وألا يتعللوا بالدراسة أو بغير الدراسة، أو بأنه ليس موظف، أو بأنه في حاجة إلى إيجاد فلة، وإيجاد كذا، وإيجاد كذا، علل باطلة تحول بينه وبين الزواج، ويبقى في معاكسة النساء، ومغازلة النساء، والوقوع في الفواحش إلا من رحم ربك، وهكذا الفتاة قد تحتج بالدراسة أو بالتدريس أو بكذا أو كذا ثم تقع في مشاكل وبلايا وتضر أهلها وتضر سمعتهم وسمعتها، فالواجب على الجميع التعاون على هذا الأمر، التعاون على البر والتقوى.