وقد عرفتم أيضًا شدة الحاجة إلى عمل النساء، وذكر الشيخ عبدالله بن ....... أربع مجالات لعمل النساء، وهناك مجالات غير ما ذكره، فإن مجالات النساء بحمد الله ميسرة لسن بحاجة إلى أن يعملن مع الرجال، عملهن في البيت، في بيوتهن أشد حاجة، وتربية أولادهن والعناية ببيوتهن هذا أمر عظيم، وخروجهن فيه خطر على الأولاد، تربيهم مربيات جاهلات أو كافرات أو فاسقات، هذا خطره عظيم، أو يجعلون ودائع عند الجيران أو في دور الحاضنة أو في غير ذلك، هذا خطره عظيم، وكذلك النوع الثاني من عملهن فيما يتعلق بالخياطة وأشباهها للنساء، وهكذا عملهن طبيبات، وهكذا عملهن داعيات، هذه أربعة جوانب في عملهن، وهناك أعمال أخرى كعملهن مدرسات أيضًا للنساء، فهو عمل عظيم، والنساء بحاجة إلى أن يكن مدرسات، وهذا عمل خامس، وهكذا عمل سادس ممرضات للنساء، وفي أعمال النساء التي يحتجن إدارة أعمال النساء مدارس أعمال النساء ومعاهد أعمال النساء، فهن في حاجة إلى عمل النساء في مجالات النساء الكثيرة، والرجال لهم أعمالهم ولهم مجالاتهم، فلا يجوز خلط هؤلاء بهؤلاء، فاتخاذ النساء سكرتيرات للرجال أو مديرات لمكاتب الرجال أو ممرضات للرجال أو كاتبات عند الرجال هذا خطره عظيم، وبلاؤه كبير، وفساده عظيم، لا يجوز أبدًا فعله.
وقد أصدر ولي الأمر هنا تعميمًا عامًا لمنع استعمال المرأة في مجال الرجال، فجزاه الله خيرًا، ووفقه للمزيد من كل خير، فهذا لا شك أنه تعميم عظيم، وجدير بالعناية من المسؤولين؛ لأنه موافق للشرع، ولما فيه من الحماية لنساء المسلمين من الشر والفساد.
أما ما يروى ما ثبت عنه ﷺ أنه خرج معه النساء في بعض المغازي لتمريض الرجال ولعلاج الرجال فهذا وقع في أحد المغازي ...... ولكنه ...... في أمور كثيرة منها حاجة المجاهدين؛ لأن المجاهدين قليلون، والعدو كثير، فخرج بعض النساء المعروفات بالتقوى والإيمان والتجارب لسقي الجرحى وعلاج المرضى مع الحشمة، ومع الحجاب، ومع تقوى الله عز وجل، هذا له شأن عند الحاجة إليه مع الحشمة والحجاب وقوة الإيمان والبعد عن أسباب الفتنة، بخلاف حال اليوم فإن نساء اليوم لهن حال غير حال ذلك العصر، وللرجال وقت غير هذا الوقت، فالآن النساء يغلب عليهن التكشف والتعري والتزين للرجال وإبداء المحاسن والخلطة الضارة والخلوة الضارة، فليس الحال كالحال، فلا ينبغي للعاقل أن يتعلق بهذا الشيء الذي قد عرفت أسبابه مع تقوى الله من الرجال والنساء ومع الحجاب العظيم ومع شدة الحاجة إلى أولئك الطاهرات المؤمنات في وقت المغازي، فلا يقاس حال الطبيبات اليوم ...... على ما وقع في مغازي النبي ﷺ لحاجة بعض النساء الكبيرات في السن المعروفات المجربات في سقي الجرحى وفي علاج المرضى، وفي أشياء يحتاجها المعسكر الإسلامي للضرورة عند اشتغال الرجال بالجهاد وقراع الأعداء.
والمقصود من هذا والخلاصة أن الواجب على المسلمين أينما كانوا أن يعتنوا بنسائهم، وأن يحذروا أسباب الفتنة والشر، وأن يكونوا عونًا للدولة وعونًا للمسؤولين ...... النساء من أسباب الفتنة، وعلى ....... الرجال من أسباب الفتنة، وأن يكون مجال عمل النساء فيما يخصهن، ومجال عمل الرجال فيما يخصهم، وألا يخلط هؤلاء بهؤلاء، لا في المكاتب ولا في المستوصفات، ولا في المستشفيات، ولا في أي مكان، فأعمال الرجال للرجال كتابة وسكرتارية وإدارة وغير ذلك، فلا يجوز للرجل أن يسمح لزوجته أو أخته أو بنته بأن تكون سكرتيرة أو كاتبة عند فلان أو فلان أو فلان؛ لأن هذا فساد وخطر والفواحش والانزلاق في الرذيلة، ولا حول ولا قوة إلا بالله، وعلى الدولة وفقها الله أن تعنى بهذا الأمر، وأن تحقق هذا التعميم، وأن تراقبه، وأن تلاحظه، حتى تستمر الأمور على الوجه الشرعي، وعلى الطريقة المحمدية، فعمل النساء للنساء، وعمل الرجال للرجال، وهذا هو طريق النجاة، وطريق السلامة، فالطبيبة للنساء، والممرضة للنساء، والطبيب الرجل للرجال، والممرض الرجل للرجال، وهكذا الكتاب الرجال للرجال، والكاتبات النساء للنساء، فكل مجال له ما يليق به وما يناسبه، الضرورات الأخرى لها أحوالها وأحكامها، إذا اضطرت المرأة للتطبب عند الطبيب عند فقد الطبيبة هذه حال أخرى لها ظرفها ولها تقديرها، ولهذا راعى الرب جل وعلا ورسوله ﷺ بأن للنساء حقوقًا كثيرة وأعمالًا كثيرة فيها صلاح للجميع.
فعلى المؤمن أن يتقيد بشرع الله، وأن يعظم أمر الله ونهيه، وأن يسير على الطريقة التي رسمها الله ورسوله لعباده، هذا هو الواجب على الجميع.
ومن عظم الأمر في هذا كما سمعتم في الندوة أن الله جل وعلا حرم علينا من طريق رسوله عليه الصلاة والسلام أن يخلو الرجل بالمرأة، وأخبر النبي ﷺ أن ثالثهما الشيطان، وحرم على المرأة أن تسافر بدون محرم حتى ولو لحج، كل ذلك لحمايتها وصيانتها وحفظ عرضها وعرض أسرتها، حتى لا تقع في الفتن والشرور.
رزق الله الجميع التوفيق والهداية.