ومن ذلك عدم استقدام الكفرة، لا للعمل، ولا للخدمة أيا كانت الخدمة، لا سياقة، ولا خدمة بيوت، ولا عمل في البناء، ولا في الدكاكين، ولا في غير ذلك، يجب على المسلمين أن يتعاونوا في هذا، وألا يستقدموا لحاجاتهم الضرورية أو الشديدة إلا من عرف بالإسلام، وينبغي أيضًا أن يتوخوا حتى في المسلمين؛ لأن بعض الناس قد يدعي الإسلام، وهو حرب للإسلام، وقد يدعي الإسلام وهو من الفجار المفسدين، فيجب أولًا ألا يستقدم إلا مسلم لهذه الجزيرة بالأخص، وإن كان شر الكفار في كل مكان، لكن في هذه الجزيرة العربية من أقصاها إلى أقصاها من الخليج إلى أطراف الشام إلى أطراف العراق إلى اليمن هذه الجزيرة، يجب أن تطهر من الكفرة، وألا يبقى فيها كفرة، وألا يستقدم إليها الكفرة، فالرسول ﷺ أمر بإخراجهم منها، وألا يبقى فيها إلا مسلم، وأوصى فيه وصيته ﷺ في آخر حياته بإخراج أهل الشرك من هذه الجزيرة، وألا يبقى فيها إلا مسلم؛ لأنها مهد الإسلام، ومهبط الإسلام، ومنبع الإسلام، فلا يجوز أن يبقى فيها الكفرة، وأنت يا عبد الله ليس لك أن تساعد على هذا الأمر، ليس لك أن تساعد على إيفاد الكفرة وبقائهم، بل عليك أن تساعد في إبعادهم وعدم استقدامهم، وفي المسلمين بحمد الله الكفاية، فمهما طلبت وجدت في باكستان وفي المغرب وفي إندونيسيا وفي أماكن كثيرة تجد حاجتك من العمال الذين تدعو لهم الضرورة، ومع ذلك عليك أن تؤكد على وكيلك أن يختار من المسلمين الأمثل فالأمثل والأفضل فالأفضل، وألا يتساهل فيأخذ من هب ودب ولا يبالي، بل يجب أن يتحرى في ذلك حتى لا يستقدم لعملك إلا من هو معروف بالإسلام والسلامة، هذا شيء مما يتوقى به هذا الشر أن يتعاون الشعب وأصحاب الحاجات من الشركات وغيرهم أن يتعاونوا مع الدولة بعدم استقدام الكفرة، وعدم استقدام المجرمين المعروفين بالفساد، ولو تسموا بالإسلام، ولو انتسبوا للإسلام، فلا تستقدم إلا من عرفت بوسائلك وباجتهادك أنه مسلم وأنه سليم حسب الإمكان من أي مكان.
الخميس ١٩ / جمادى الأولى / ١٤٤٦