والحاصل أن هذه البدع شرها عظيم وبلاؤها كثير، ولكن المسلم يحمد الله الذي عافاه منها، يحمد ربه الذي عافاه وسلمه وجعله يعتقد عقيدة أهل السنة والجماعة، عقيدة الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه وعقيدة المؤمنين، ودعوة الشيخ محمد رحمة الله عليه على هذا السبيل، الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمة الله عليه دعا الناس إلى هذه العقيدة إلى عقيدة السلف الصالح إلى العقيدة المحمدية التي جاء بها الرسول عليه الصلاة والسلام ودرج عليها الصحابة ثم أتباعهم بإحسان، وقررها شيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم في كتبهم، ودعوا إليها وبينوها للناس، وردوا على أهل البدع، فقام الشيخ محمد في آخر الزمان في القرن الثاني عشر رحمه الله وأجزل مثوبته وأنصاره وأتباعه بالحق قاموا بهذه الدعوة العظيمة في النصف الثاني من القرن الثاني عشر وبينوا توحيد العبادة وأنكروا على الناس ما هم عليه من الباطل من عبادة الأوثان والأشجار والأحجار والأصنام وبينوا بطلان ذلك، وأن الواجب على المسلمين عبادة الله وحده، وإفراده بالعبادة، والإيمان بأسمائه وصفاته، وإحلال ما أحله الله، وتحريم ما حرمه الله، وهدموا الأوثان والمعبودات من دون الله، وقطعوا الأشجار المعبودة من دون الله، وبينوا للناس الحق رحمة الله عليهم، فكان هذا رحمة من الله للمسلمين للعالم كله ولأهل نجد خاصة، فإن الله رحمهم بهذه الدعوة وأنقذهم مما هم فيه من أشياء من الكفر والضلال والتصوف والعبادات الباطلة والبدع الضالة على يد الإمام المبجل الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمة الله عليه، وعلى يد أنصاره من أولاده وغير أولاده من العلماء الذين وافقوه ودعوا إلى دعوته وناصروه في نجد وغيرها، وفي الحجاز، وفي اليمن، وفي الهند، وغير ذلك، قام كثير من العلماء ونصروا هذه الدعوة وأيدوها ونشروها وذكروا الأدلة من الكتاب والسنة الدالة على أنها دعوة رسول الله عليه الصلاة والسلام، وأنها دعوة أصحابه، وأنها السبيل الوحيد في الحق، وأنها الصراط المستقيم الذي جاء به المصطفى عليه الصلاة والسلام، وألف رحمه الله كتبًا مفيدة مثل: كتاب التوحيد، كتاب عظيم كتاب التوحيد الذي يدرسه الطلبة كتاب عظيم ينبغي حفظه ودراسته، وثلاثة الأصول كانت تدرس في المساجد ويقرأها الناس الصغار والكبار، فثلاثة الأصول كتاب عظيم، وكتاب التوحيد ينبغي أن يحفظ، وكشف الشبهات وضح بها حقيقة التوحيد وكشف الشبهات التي تشبث بها أهل الشرك، كشف الشبهات كتاب عظيم ينبغي أن يحفظ ويكتب بماء الذهب كتاب عظيم، كشف الشبهات وكتاب التوحيد وثلاثة الأصول هذه الكتب العظيمة فيها الفائدة الكبرى في بيان حقيقة العقيدة الصحيحة التي درج عليها المسلمون، بل درج عليها الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه، وألف الكتب الأخرى مثل أصول الإيمان، نواقض الإسلام رحمة الله عليه، كتبه كلها مفيدة، ثم شرح كتاب التوحيد فتح المجيد ....... وتيسير العزيز الحميد كتابان عظيمان، وضح مؤلفاهما حقيقة التوحيد، وما عليه أهل الإسلام، وحقيقة الشرك، وردوا على المبتدعين والضالين في هذين الكتابين، وكل ذلك مأخوذ من كتاب الله العظيم، ومن سنة رسوله الأمين عليه الصلاة والسلام.
وهكذا كتب شيخ الإسلام ابن تيمية اقتضاء الصراط المستقيم والرد على عباد الصليب في الجواب الصحيح، وكمنهاج السنة في الرد على الرافضة وغيرهم من أهل الاعتزال، كتب مفيدة عظيمة له رحمة الله عليه، وهكذا كتابه العقيدة الواسطية هي كتاب مفيد في العقيدة بين فيه حال العقيدة الصحيحة عقيدة السلف الصالح كما بين فيه مراتب القدر من العلم والكتابة والخلق والإيجاد، وأن ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن ، فالإيمان بالقدر يشمل الإيمان بعلم الله وأنه يعلم كل شيء لا تخفى عليه خافية، وأنه كتب كل شيء ، وأنه الخالق لكل شيء لا خالق سواه سبحانه وتعالى ....... ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن سبحانه وتعالى، وبين أيضًا في كتابه التدمرية والحموية كتابين عقيدة أهل السنة والجماعة، وبيان إثبات الصفات لله ، والرد على المجرمين والمبتدعين.
وهكذا زاد المعاد لابن القيم في الهدي كتاب عظيم مفيد، هذه كتب أهل السنة مع كتب السلف الماضين مثل صحيح البخاري وصحيح مسلم وكتاب أبي داود والترمذي والنسائي وابن ماجة ومسند أحمد وسنن الدارمي وأشباهها من الكتب العظيمة، كتب أهل السنة والجماعة بينوا فيها أحاديث الرسول ﷺ ونقلوها لنا واضحة بينة بأسانيدها، وضح أهل العلم صحيحها من سقيمها من ضعيفها من مكذوبها بينوا كل شيء رحمة الله عليهم، وسار على نهجهم أهل العلم والإيمان إلى يومنا هذا، يوضحون للناس الحق بأدلته ويردون على المبطلين.