وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ [المؤمنون:8] هذه من صفات المؤمنين يرعون الأمانة والعهد، ليسوا خونة، وإلا الأمانة محفوظة، أمانة الله وأمانة العباد، أمانة الله ما أوجب علينا أن نؤديه، ونحذر ما حرم علينا، هذه أمانة من صلاة وغيرها، فالمؤمن يؤدي الأمانة، يحافظ على الصلوات، يؤدي الزكوات، يصوم رمضان، يحج البيت، يؤدي الواجبات كلها، ويحذر ما حرم الله عليه من أنواع المعاصي والسيئات، فليس بخوان ولا غشاش ولا خداع ولا كذاب، هكذا المؤمن يرعى الأمانة والعهد ولا يغدر، يكون إذا عاهد لم يغدر، وفي بالعهد والأمانة يؤديها ويحفظها، هكذا المؤمنون كما قال : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ [الأنفال:27]، وقال سبحانه: إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا [النساء:58]، وقال سبحانه: إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ [الأحزاب:72] الآية، فعليك يا عبد الله أن تحذر الخيانة، وعليك أن تؤدي الأمانة، الأمانة من صفات المؤمنين، والخيانة من صفات أهل النفاق، يقول ﷺ: آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان، هذه من صفات المنافقين الخيانة، أما المؤمن يرعى الأمانة، يرعى العهد، ولا يغدر، ولا يخون الأمانة في المعاملات، صدوق في المعاملات في البيع والشراء، صدوق يؤدي الأمانة لا يغش، وهكذا في حق الله، يؤدي حق الله كاملًا، يحافظ عليه ولا يخل بأمانة الله ولا بأمانة العباد، وهكذا بالودائع التي عنده والرهون والعواري يحفظها ويصونها حتى تؤدى إلى أهلها، هكذا المؤمن وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ [المؤمنون:8]، ثم ختم هذه الصفات العظيمة، بقوله: وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ [المؤمنون:9]، بدأ بالصلاة، وختم بالصلاة لعظم شأنها، فالمؤمن هكذا يحافظ عليها أينما كان، ويخشع فيها أينما كان، فما جزاؤهم؟ قال سبحانه: أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ [المؤمنون:10-11]، الفردوس أعلى الجنة أوسطها، فالفردوس هو أعلى الجنة وأوسطها، فينبغي للمؤمن أن يعتني بهذه الأمور، وأن يلاحظها، وأن يعتني بها أينما كان، هذه صفات أهل الإيمان، هذه أخلاق أهل الإيمان على العناية بهذه الصفات، وهكذا جميع صفات المؤمنين في القرآن، عليك أن تعتني بها، وأن تأخذ بها، وأن تعنى بكتاب ربك حتى تعرف صفات المؤمنين وأخلاقهم، وتأخذ بها، وحتى تعرف صفات الكافرين والمنافقين، وتبتعد عنها.
رزقني الله وإياكم الاستقامة، ووفقنا وإياكم للتخلق بأخلاق المؤمنين.