وأما ما يتعلق باستقدام الخادمات والمربيات والسائقين فهذا مثلما سمعتم ما فيه من الأخطار الكثيرة، ولاسيما إذا كان المستقدمون من الكفرة، فإن الضرر يكون أعظم وأكبر، وقد يستقدم مسلمون ولكنهم بالاسم لا بالحقيقة، فعندهم من الشر والفساد ما عند غيرهم من الكفرة لضعف إسلامهم، أو لكون إسلامهم مزورًا ليستقدموا لهذه البلاد، ويعلموا في هذه البلاد .......، فينبغي التثبت في هذا الأمر، ومن دعته الحاجة إلى الاستقدام لعامل مسلم أو خادم مسلم أو نحو ذلك فليتثبت في ذلك حتى لا يستقدم إلا مسلمًا معروفًا بالخير أو مسلمة معروفة بالخير، وحتى يسلم من شر كثير ممن ينتسبون إلى الإسلام، وهو من أخبث الناس في عقيدته وعمله، والله عز وجل حذرنا من شر الكفار ومكائدهم، قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا فَرِيقًا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ يَرُدُّوكُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ [آل عمران:100]، دل على أنهم يجتهدون في إضلال الناس وفي ردهم عن دينهم وفي كفرهم، نسأل الله العافية.
وقال في الآية الأخرى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا الَّذِينَ كَفَرُوا يَرُدُّوكُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خَاسِرِينَ [آل عمران:149]، فعمم الكفرة من أهل الكتاب وغيرهم، وأن من أطاعهم ردوه إلى الفساد والخسارة والدمار، فدل ذلك على وجوب الحذر منهم في كل مكان، ولما قدم بعض عمال عمر كاتبًا نصرانيًا غضب عليه عمر وقال: "قاتلك الله ألا اتخذت ...... مسلمًا، لا تأمنوهم وقد خونهم الله، ولا تقربوهم وقد أبعدهم الله"، فهذا يدل على أن الواجب اتخاذ الكتبة المسلمين، والعمال المسلمين، والخدم المسلمين مع العناية بصحة إسلامهم وسلامة أخلاقهم حتى لا تضر أهل بيتك، وحتى لا تضر المسلمين جميعًا، فإن وجود الكفرة ومن ....... المسلمين يضرهم كثيرًا، ويسبب فساد الأخلاق والأعمال، ولا ريب أن أهل البيت إذا قاموا بحاجاتهم واستغنوا عن الخدم لا ريب أن هذا فيه خير عظيم ومصالحة كبيرة، ولكن كثير من الناس اليوم لا يقومون بهذا، وقد أنعم الله عليهم ووسع وصاروا يتنافسون في استقدام الخادمات والخدم، وهذه من المصائب الكبيرة، فيجب الحذر، فإن كان ولا بد من الاستقدام فليكن ذلك مع الحذر والقلة، وأن يتحرى المسلمون المعروفون بالاستقامة والأخلاق الفاضلة من الرجال والنساء، أما الكفار فلا يستقدمون أبدًا، بل يجب الحذر منهم، ومن مكائدهم رجالًا ونساء.