...... الرب وهو الصادق حين يقول سبحانه: وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ [سبأ:39]، ويقول النبي ﷺ: ما نقص مال من صدقة، وما زاد الله عبدًا بعفو إلا عزًا، وما تواضع أحد لله إلا رفعه، خرجه مسلم في الصحيح، فأنت يا أخي على خير عظيم إذا أخذت المال من طريقه من الكسب الطيب وابتعد عما حرم الله عليك........ ولو بالزنا والحرام ولو ببيع بنته وأخته وبيع عرضه ولو بالربا ولو بالكذب ولو بالغش ولو بالخيانة، بعض الناس وكيل لأي جهة حكومية أو غير حكومية وكيل له وظيفة وله معاش وله سعي على من وظفه ومع هذا إذا جاء إلى الناس يقول لا بيعوني بيع خاص اكتبوه بكذا وكذا ولكم كذا وكذا، اكتبوه بمائة وأنا معطيكم إلا ثمانين، عشرين له يأكلها مع ما يعطى من مال من الغش، والعياذ بالله، والكذب يتقاول مع صاحب الصنعة يقول لا أنا أشتري منك بمائة ألف لكن على مهلك ترى أنا معطيك ثمانين ألفًا وعشرين ألفا لي، يعطيه وثيقة يعطيه ورقة بأنه اشترى بمائة ألف وما شراه إلا بثمانين، لكن عشرين لهذا الدلال هذا الوكيل الذي يأخذ من هنا ومن هنا يروح لهم يقول: ترى شريت بمائة ألف وهو كذاب ما شرى إلا بثمانين وعشرين له يأكلها، هذا من الرشوة الخبيثة لمن باع من الكذب والخيانة في المعاملة والخيانة في الأمانة، نعوذ بالله، هذا واقع حدثنا به من لا نحصى من لا نحصي حدثونا بهذا، وإذا قال: لا، قال: والله نروح ندور غيرك، أدور تاجر آخر يعطينا على هواي، ويلقى ناسًا كثيرة يعطونه يشاركونه في الحرام والكذب، نسأل الله العافية.
فالواجب -يا عباد الله- الحذر، الواجب تقوى الله، والواجب أن تكون التجارة نزيهة سليمة بعيدة عما حرم الله، ولو خالفكم الناس، ولو كان جارك منا ومنا كذاب خوان لا تقتد به، عليك بالصدق ولو تركك أكثر معامليك، ولو تركوك لأنك ما طاوعتهم في الكذب، ولا طاوعتهم في الغش والخيانة، سوف يأتي الله لك بالرزق، إذا صبرت واحتسبت، عشرة تأخذه حلالًا أو مائة خير من آلافهم ومئات ألوفهم وملايينهم المحرمة المغشوشة التي فيها الخيانة.
رزق الله الجميع التوفيق والهداية، وأعاذنا وإياكم من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا.