الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على عبده ورسوله وخيرته من خلقه وأمينه على وحيه نبينا وإمامنا وسيدنا محمد بن عبدالله، وعلى آله وأصحابه ومن سلك سبيله واهتدى بهداه إلى يوم الدين، أما بعد:
فقد سمعنا جميعًا هذه الندوة المباركة من صاحبي الفضيلة: الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن محمد آل الشيخ، والشيخ عبدالرحمن بن ناصر البراك في موضوع عظيم وخطير وجدير بالعناية، ألا وهو موضوع البدع والتحذير منها، وبيان سوء عاقبتها، وآثارها على المسلمين، ولقد أجادا وأفادا وأوضحا ما ينبغي إيضاحه، وشرحا من شر البدع وما يترتب عليها من بلاء وما حصل للمسلمين بأسبابها ما فيه الكفاية، فجزاهما الله خيرًا، وضاعف مثوبتاهما، وزادنا وإياكم وإياهما علمًا وهدى وتوفيقًا، ونفعنا جميعًا بما سمعنا وعلمنا، وهدانا جميعًا صراطه المستقيم.
وتعليقي على هذه الندوة هو التأييد لما قال الشيخان من بيان عظم خطر البدع، وأن الواجب على أهل الإسلام الحذر منها ومحاربتها أينما كانت بالبيان والإيضاح وعدم الموافقة لأهل البدع، وكان أصحاب النبي ﷺ كما سمعتم يشتدون كثيرًا في إنكار البدع، وقبلهم نبينا محمد عليه الصلاة والسلام الإمام المتبع عليه الصلاة والسلام عظم خطرها وحذر منها، حتى كان يقول في الخطبة في خطبة الجمعة عليه الصلاة والسلام يقول: أما بعد: فإن خير الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد ﷺ، وشر الأمور محدثاتها، وكل بدعة ضلالة، في الجمعة نفسها، لعظم الخطر كان ينبه على هذا في الجمعة أما بعد: فإن خير الحديث كتاب الله، وفي لفظ: خير الكلام كلام الله كتاب الله هو خير الكلام وهو أحسن الحديث كما قال سبحانه: اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا [الزمر:23] وهو أحسن الكلام وخير الكلام وأحسن القصص، وهو كلام رب العالمين فيه الهدى والنور، وهو خير الكلام، وقد بين سبحانه إنكار البدع فقال: أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ [الشورى:21].
... عليه الصلاة والسلام في خطبة الجمعة فيما رواه مسلم في الصحيح أما بعد: فإن خير الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد ﷺ، وشر الأمور محدثاتها، وكل بدعة ضلالة، ويقول عليه الصلاة والسلام: «إياكم ومحدثات الأمور، فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة»، ويقول عليه الصلاة والسلام أيضًا: «من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد»، يعني: فهو مردود على من أحدثه، رواه الشيخان: البخاري ومسلم في الصحيحين، ويقول أيضًا عليه الصلاة والسلام: من عمل عملًا ليس عليه أمرنا فهو رد يعني: فهو مردود أيضًا.
فهذه الأحاديث وما جاء في الكتاب العزيز من إنكار البدع كل ذلك يدل على وجوب اتباع السنة وتعظيم الطريق السوي الذي سلكه النبي عليه الصلاة والسلام وعلمه الناس، وهو الصراط المستقيم الذي أمرنا أن نسأل الله الهداية إليه في كل صلاة، اهدِنَــــا الصِّرَاطَ المُستَقِيم [الفاتحة:6]، وقال فيه في حق نبيه ﷺ وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ[الشورى:52]، فالصراط المستقيم: هو شرع الله، هو دين الله، هو ما أمر الله به ورسوله، وترك ما نهى الله عنه ورسوله، هذا هو الصراط المستقيم، فالبدع خارجة عن ذلك؛ لأنها ليست من أمر الله، ولا من أمر رسوله، بل مما نهى الله عنه ورسوله، فتكون خلاف الصراط المستقيم.