والردة الفعلية مثل ترك الصلاة ما يصلي وإن قال: إنها واجبة لكن ما يصلي هذه ردة على الأصح من أقوال العلماء، لقول النبي ﷺ: العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر، وقوله ﷺ بين الرجل وبين الكفر والشرك ترك الصلاة، هذا شيء فعلي وهو الترك ترك الصلاة وعدم فعلها.
من ذلك لو استهان بالمصحف الكريم وقعد عليه مستهينًا به أو لطخه بالنجاسة عمدًا أو جعله يطأه تحت أقدامه يستهين به هذا ردة عن الإسلام فعلية، هذه ردة فعلية نعوذ بالله.
ومن الردة الفعلية كونه يطوف بالقبور يعبد أهلها يطوف بالقبر كما يطوف بالكعبة يعبد صاحبه ويتقرب إلى صاحب الطواف، كما يفعلون في بعض الأمصار، يطوف بقبر الحسين في مصر، أو في القبور الأخرى في بعض البلدان الأخرى، فالطواف بالقبور تقربًا إلى أهلها وعبادة لهم كفر وردة عن الإسلام، فإن فعله يقصد عبادة الله فهو بدعة قادحة في الدين لا يكون ردة لكن يكون بدعة قادحة في الدين من النوع الثاني، إذا طاف يحسب أنه قربة إلى الله وأنه يطوف بالقبر يحسب أن هذا طيب وهذا زين وهو لا يعبد صاحب القبر ولكن يعبد الله فهذا بدعة قادحة في الدين لكن ليست مثل قدح الكفر بل دون الكفر، يكون صاحبها ابتدع بدعة نقص دينه بذلك، ونقص إيمانه وضعف إيمانه لكن لا يخرج بها إلى الكفر إذا كان ما قصد بالطواف عبادة الميت، وإنما قصد عبادة الله، يظن أن فعله هناك مناسب، فهذا يقال له: بدعة، وهذا منكر ولا يجوز، والطواف يكون بالكعبة فقط.
ومن الكفر الفعلي كونه يذبح لغير الله يتقرب بالذبائح يذبح البعير أو الشاة أو الدجاجة أو البقرة لأصحاب القبور تقربًا إليهم يعبدهم بها، أو للجن يعبدهم بها، أو للكواكب يعبدهم بها، هذا مما أهل به لغير الله، فيكون ميتة، ويكون كفرًا، نسأل الله العافية، هذا من أنواع الردة والنواقض للإسلام الفعلية.