ومن أنواع الردة العقدية التي يعتقدها بقلبه ولا يتكلم ولا فعل لكن بقلبه يعتقد بقلبه إذا اعتقد بقلبه أن الله جل وعلا فقير، أو أنه بخيل، أو أنه ظالم، ولو ما تكلم ولو ما فعل شيئًا هذا كفر مجرد هذه العقيدة، أو اعتقد بقلبه أن ما هناك بعث ولا نشور كل هذا ماله حقيقة، اعتقد في قلبه ما في جنة ولا نار ولا حياة أخرى إذا اعتقد بقلبه ولو ما تكلم بشيء يكون كفرًا وردة عن الإسلام -نعوذ بالله- وأعماله باطلة، ويكون إلى النار -نعوذ بالله- بهذه العقيدة، أو اعتقد بقلبه وما تكلم أن محمدًا ليس بصادق عليه الصلاة والسلام وليس برسول، أو اعتقد بقلبه أنه ليس بخاتم الأنبياء بل هناك أنبياء، أو اعتقد بقلبه أن مسيلمة الكذاب نبي صادق يكون كافرًا بهذه العقيدة، أو اعتقد بقلبه أن نوحًا كاذب، أو موسى كاذب، أو عيسى كاذب، أو غيرهم من الأنبياء عليهم الصلاة والسلام يكون ردة عن الإسلام بهذه العقيدة التي بقلبه ولو ما تكلم ولا فعل شيئًا بهذه العقيدة فقط، أو اعتقد أنه لا بأس أن يدعا مع الله غيره لا بأس أن يعبد مع الله غيره لا بأس أن يعبد مع الله النبي أو يعبده معه البدوي أو يعبد معه فلان أو فلان أو الكواكب أو الشمس أو غير ذلك إذا اعتقد بقلبه أنه يعبد مع الله أحد وأنه لا بأس كان هذا ردة عن الإسلام، وناقض من نواقض الإسلام؛ لأن الله يقول: ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ [الحج:62]، ويقول سبحانه: وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ [البقرة:163]، ويقول سبحانه: إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ [الفاتحة:5]، ويقول سبحانه: وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ [الإسراء:23]، ويقول: فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ [غافر:14]، فمن زعم بقلبه واعتقد أنه يجوز أن يعبد مع الله غيره ملك أو نبي أو شجر أو جن فهو كافر، وإن نطق بذلك وقال بلسانه ذلك صارًا كافرًا بالقول وبالعقيدة جميعًا، وإن فعل ذلك دعا غير الله واستغاث بغير الله صار كافرًا بالقول والعمل والعقيدة جميعًا، نسأل الله العافية. هذه قوادح تسمى نواقض الإسلام هذه نواقض لدين الله، نسأل الله العافية.
الأحد ٢٢ / جمادى الأولى / ١٤٤٦