يسر شريعة الإسلام على غيرها من الشرائع

فقد يسر الله على هذه الأمة وخفف عنها كثيرًا كما قال جل وعلا: وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ [الأعراف:157]، وقال عليه الصلاة والسلام: بعثت بالحنيفية السمحاء فالله بعثه بشرعية سمحة ليس فيها آصار وليس فيها  أغلال وليس فيها حرج، وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ [الحج:78]، كان في شريعة الماضين لا يتيممون بل يجمعون الصلوات حتى يجدوا الماء ثم يتوضؤون ويصلون، وجاء في هذه الشريعة المحمدية التيمم من عدم الماء أو عجز عنه تيمم بالتراب وصلى، وجاء في ذلك أنواع كثيرة من التيسير والتسهيل، وكان كل نبي يبعث إلى قومه خاصة وبعث الله محمدًا إلى الناس عامة عليه الصلاة والسلام إلى الجن والإنس والعرب والعجم وجعله خاتم الأنبياء، وكان من قبلنا لا يصلون إلا في بيعهم ومساجدهم ومحلات صلاتهم، أما في هذه الشريعة المحمدية فإنك تصل حيث كنت في أي أرض الله، إذا حضرت الصلاة صليت في أي أرض الله من الصحاري والقفار كما قال ﷺ: وجعلت لي الأرض مسجدًا وطهورًا.

فالشريعة الإسلامية التي جاء بها نبينا ﷺ شريعة واسعة ميسرة ليس فيها حرج ولا أغلال، ومن ذلك المريض لا يلزمه الصوم، بل له أن يفطر، والمسافر يقصر الصلاة، العاجز عن القيام يصلي قاعدًا، والعاجز عن القعود يصلي على جنبه، والعاجز على جنبه يصلي مستلقيًا، وإذا عجز عن الأكل ما يسد رمقه من الحلال جاز له أن يأكل من الميتة ونحوها ما يسد رمقة حتى لا يموت، فالعقيدة الإسلامية: هي توحيد الله، والإخلاص له سبحانه، والإيمان به، وبرسله، وبكتبه، وملائكته، وباليوم الآخر من البعث والنشور والجنة والنار وغير ذلك من أمور الآخرة، والإيمان بالقدر خيره وشره، وأن الله قدر الأشياء وعلمها وأحصاها وكتبها عنده .