وفي الإمكان أيضًا أن يساعد الزوج إذا كان لا يرضى بالهبة، بالإمكان أن يساعد بالقرض حتى يوسع الله عليه، هذا من العلاج، الأمر المناسب حتى يوسع الله عليه يقرضه أقاربه يقرضه من يريد أن يصاهره إلى غير ذلك من الأسباب التي تعين مع التخفيف في المهور والتخفيف في الولائم، والناس الآن في خير عظيم، كثير منهم يشق عليه أن يدعا إلى الوليمة ويحب ألا يدعا؛ لأنه يتكلف في ذلك، فإذا دعا عددًا قليلًا لإظهار النكاح وإعلانه وأولم بشاة أو شاتين أو نحو ذلك كفى ذلك والحمد لله، وإذا قدم مالًا لو يسيرًا ترضى به المرأة فالحمد لله؛ لأن الله قال: أَنْ تَبْتَغُوا بِأَمْوَالِكُمْ [النساء:24]، فالمال يطلق على القليل والكثير، وليس له حد، فإذا أصدق مالًا قليلًا يرضى به أولياء المرأة، وترضى به المرأة فالحمد لله، وإذا الناس تعاونوا في هذا وتكاتفوا في هذا وشاع بينهم هذا الأمر بين الأعيان والوجهاء والكبار، فإذا شاع بينهم وعرفه الناس أقدموا حينئذ وخطبوا وتقدموا وعرفوا أن المسألة فيها تخفيف وتيسير وليس فيها إرهاق وليس فيها تكلف فعند هذا يكثر النكاح، ويقل السفاح، وتخلو البيت من العوانس من النساء، ويكثر الشباب المتزوج، ويقل الشباب الأعزب الذي تعطل من الزواج.
ومن هذه الأسباب أيضًا التواصي بين الناس في المجالس والاجتماعات الخاصة، التواصي بهذا الأمر، وأنه ما ينبغي التكلف في المهور، ولا في الولائم، إذا كان حديث المجالس هذا يعين أيضًا على إزالة هذا البلاء، وحصول المقصود من التخفيف والتيسير، يكون حديث المجالس ويتكلم به الكبار والأعيان وينصحون به، فهذا مما يعين على حصول المقصود، وعلى زوال هذه الأزمة، وعلى حصول تفريج الكربة للفتيات وللشباب.
ثم هناك أمر آخر لا يخفى على الجميع وهو أن الإنسان كان فيما مضى قد يصعب عليه قضاء الوطر في الحرام، أما اليوم فقد تسهلت أسباب الحرام، ولا حول ولا قوة إلا بالله، وقد كثر النساء المتبرجات والفاسدات، وقد كثر من الشباب من يخدع ومن يغر بهذه الأمور ومن يخدع بدعاة الباطل وبالقوادين للشر والفساد، فينبغي الحذر من هذه الأمور، وينبغي للمؤمن أن يجتهد كل الاجتهاد في تزويج ابنه وأخيه بكل ما يستطيع، وبتزويج ابنته وأخته بكل ما يستطيع من الأسباب، والله ييسر له ذلك، ويعينه عليه سبحانه وتعالى.
نسأل الله أن يوفقنا والمسلمين جميعًا لما يرضيه، وأن يصلح القلوب والأعمال، وأن يوفق ولاة الأمور وقادة الأمة لكل لما فيه صلاح الأمة ونجاتها وسعادتها.