فالزوج إذا كان ديِّنا وإذا كان خيِّرا يخطب كما تخطب المرأة، وكما أن المرأة تخطب ويسأل عنها ويرسل إلى أهلها ويطلب منهم تلك المرأة وربما تخاطب وربما يطلب الزوج مقابلتها ولا بأس بغير خلوة، فالرجل كذلك ينبغي أن يطلب أيضًا، ولما تأيمت حفصة بنت عمر رضي الله عنها عرضها عمر أبوها على الصديق فلم يقبل، وقال: سأنظر، ثم عرضها على عثمان فلم يقل شيئًا، فتأثر عمر بذلك رضي الله عنه وأرضاه، ثم أخبره الصديق لما خطبها النبي ﷺ أخبره الصديق أني إنما توقفت لأني سمعت أن النبي ﷺ له بها نظر، ولهذا كرهت أن أفشي سر رسول الله عليه الصلاة والسلام، وخطبها النبي ﷺ وتزوجها رضي الله عنها وأرضاها، ففعل عمر فعل ينبغي التأسي به فيه، فهو الخليفة الراشد رضي الله عنه وأرضاه، فإذا نظر الوالد لبنته والأخ لأخته والتمس الزوج الصالح وقال له: إن عندي ابنة أو أخت أحب أن تكون عندك إذا كان لك رغبة، وأنا لا يهمني المهر ولا الكلف، سوف أساعدك في هذا بكل ما يخفف عليك، فهذا من الهدي الصالح، ومما ينبغي أن يفعل من الأخيار لبناتهم وأخواتهم ونحو ذلك.
الثلاثاء ٠٤ / ربيع الآخر / ١٤٤٦