ما صحة دعاء "اللهم اهدنا فيمن هديت" في القنوت؟

السؤال:

في ثاني أسئلة هذا السائل من محافظة حضرموت يقول: سماحة الشيخ! بالنسبة لدعاء القنوت في صلاة الفجر، وهو الدعاء المعروف: اللهم اهدنا فيمن هديت... إلى آخره، هل ورد عن النبي ﷺ بأنه قنت؟

الجواب:

كان النبي ﷺ يقنت في النوازل، إذا نزل بالمسلمين نازلة، عدو نزل بهم، وشدة؛ دعا لهم، في الفجر وغيرها، أما اعتياد بعض الناس القنوت في الفجر من دون سبب لا، ما هو بمشروع، في الحديث الصحيح عن سعد بن طارق الأشجعي قال: «قلت لأبي: يا أبت إنك قد صليت خلف رسول الله ﷺ وخلف أبي بكر وعمر وعثمان وعلي أفكانوا يقنتون في الفجر؟ فقال: أي بني محدث» يعني: ما كان يقنتوا في الفجر، إلا إذا حدث حادث مثل عدو حاصر البلد، أو غزى المسلمين يدعى عليه في القنوت، في الفجر وفي غيره، القنوت في الفجر، في المغرب، في العشاء، في الظهر، في العصر يرفع يديه في الركعة الأخيرة بعد الركوع ويدعو على العدو، كما فعله النبي ﷺ في دعائه على المشركين. نعم.

المقدم: سماحة الشيخ! حفظكم الله سائل يقول: هل نطلق على الإمام الذي يلزم هذا القنوت نقول: بأنه مبتدع، وأيضًا سؤالنا ما الرد على الذين يقولون بأنه سنة، ويستدلون بقوله تعالى: وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ[غافر:60] الآية، وأيضًا في قوله تعالى: وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ[البقرة:238] وبالحديث "بأن الرسول ﷺ قنت إلى أن فارق الحياة"؟

الشيخ: هذا يقال له: إن تركه أفضل ما يقال: بدعة ما يقال: مبتدع؛ لأن بعض أهل العلم يقول بذلك، بعض الأئمة مثل الشافعي وجماعة يرون القنوت في الفجر دائمًا، وهو قول ضعيف مرجوح، ولكن يعلم يقال هذا هو الأفضل.

أما حديث "لم يزل يقنت حتى فارق الدنيا" فهو حديث ضعيف ليس بصحيح، وإنما قنت في الدعاء على المشركين.

 أما القنوت دائمًا في الفجر من دون حاجة، لا ما هو مشروع إنما يشرع عند النوازل، عند وجود العدو في الفجر وغيره، ولكن من فعله استدلالًا ببعض الأحاديث الضعيفة فهذا يعلم أن السنة خلاف ذلك، ويبين له بالكلام الطيب، والأسلوب الحسن فقط.

المقدم: شكر الله لكم -سماحة الشيخ- وبارك الله فيكم وفي علمكم، ونفع بكم الإسلام والمسلمين.

فتاوى ذات صلة