صفة الأذان الشرعي وحكم الزيادة فيه

السؤال:

كيف يكون الأذان الصحيح؟ وما هو رأيكم في الزيادة التي تقال بعد لا إله إلا الله؟

الجواب:
الأذان الصحيح هو الذي علمه النبي ﷺ أمته، وكان يؤذن به بلال بين يديه حتى توفي عليه الصلاة والسلام، وكان يؤذن به المؤذنون في حياته في مكة والمدينة وغيرهما، وهو الأذان المعروف الآن، وهو خمسة عشر جملة: الله أكبر.. الله أكبر، الله أكبر.. الله أكبر، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن محمدًا رسول الله، أشهد أن محمدًا رسول الله، حي على الصلاة، حي على الصلاة، حي على الفلاح، حي على الفلاح، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله. هذا هو الأذان الذي كان يؤذن به بلال بين يدي رسول الله ﷺ حتى توفاه الله.
وفي الفجر زيادة (الصلاة خير من النوم) في الأذان الذي ينادى به بعد طلوع الفجر وهو أذان الصبح، يقول بعد الحيعلة: الصلاة خير من النوم، الصلاة خير من النوم، ثم يقول بعدها، الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، هذا خاص بأذان الفجر الذي ينادى به عند طلوع الفجر: الصلاة خير من النوم، الصلاة خير من النوم.
أما ما يزيد بعض الناس حي على خير العمل، أو أشهد أن عليًا ولي الله، كذلك ما يزيد بعض الناس من الصلاة على النبي ﷺ بعد الأذان عندما يقول: لا إله إلا الله يزيد الصلاة على النبي ﷺ رافعًا بها صوته مع الأذان، أو في المكبر هذا لا يجوز هذا بدعة، ولكن يصلي على النبي ﷺ بينه وبين نفسه لا في الأذان، إذا ختم الأذان مشروع للمسلم أن يصلي على النبي ﷺ ثم يقول: اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة آت محمدًا الوسيلة والفضيلة، وابعثه مقامًا محمودًا الذي وعدته إنك لا تخلف الميعاد، هذا المشروع لكل مسلم ولكل مسلمة بعد الأذان، والمؤذن كذلك إذا قال: لا إله إلا الله شرع للجميع بعد الأذان الصلاة على النبي.. اللهم صل على محمد، اللهم صل على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه، وإن قال: اللهم صل وسلم كان أكمل على نبينا وعلى وآله وأصحابه، ثم يقول: اللهم رب هذه الدعوة التامة.. إلى آخره، لكن لا مع الأذان، بل بصوت غير صوت الأذان، صوت منخفض يسمعه من حوله لا بأس، لكن ليس مع الأذان، الأذان ينتهي إذا قال: لا إله إلا الله يقفل الميكرفون انتهى، انتهى الأذان، وإن كان في غير ميكرفون كذلك انتهى لا يلحقه شيء، ثم يصلي على النبي ﷺ بينه وبين نفسه ولا مانع أن يسمعه من حوله ليقتدي به، لما ثبت عنه ﷺ أنه قال: إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثلما يقول ثم صلوا علي، فإنه من صلى علي واحدة صلى الله عليه بها عشرًا، ثم سلوا الله لي الوسيلة فإنها منزلة في الجنة لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله وأرجو أن أكون أنا هو، فمن سأل لي الوسيلة حلت له الشفاعة هكذا قال عليه الصلاة والسلام، رواه مسلم في الصحيح.
هذه سنة للجميع؛ للمؤذن والمستمع من الرجال والنساء في الحاضرة والبادية في كل مكان بعد الفراغ من الأذان يقول: اللهم صل على محمد، أو اللهم صل وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه.. بصوت غير صوت الأذان، صوت منخفض ليس مع الأذان، ثم بعد هذا يقول: اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة آت محمدًا الوسيلة والفضيلة وابعثه مقامًا محمودًا الذي وعدته، لما روى البخاري في الصحيح رحمه الله عن جابر بن عبد الله الأنصاري رضي الله عنهما عن النبي ﷺ أنه قال: من قال حين يسمع النداء: اللهم رب هذه الدعوة التامة، والصلاة القائمة آت محمدًا الوسيلة والفضيلة وابعثه مقامًا محمودًا الذي وعدته حلت له شفاعتي يوم القيامة هكذا جاء الحديث عن رسول الله عليه الصلاة والسلام، زاد البيهقي في آخره: إنك لا تخلف الميعاد بإسناد حسن، هذا هو المشروع.
أما الزيادة بالأذان حي على خير العمل، أو أشهد أن عليًا ولي الله، فهذا لا يجوز.. بدعة، وهكذا الزيادة مع الأذان: الصلاة على النبي ﷺ مع لا إله إلا الله بصوت الأذان، هذا لا يجوز بل هو من البدع، ولكن مثلما تقدم يصلي على النبي ﷺ المؤذن والمستمع بصوت غير صوت الأذان؛ صوت منخفض غير صوت الأذان.
وفي أذان أبي محذورة الترجيع؛ والترجيع: هو أن يأتي بالشهادتين بصوت منخفض ثم يأتي بهما بصوت مرتفع، فيكون على هذا تسعة عشر جملة، يقول: أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن محمدًا رسول الله، أشهد أن محمدًا رسول الله، بصوت منخفض ثم يرفع صوته بهما ويعيدهما، هذا يقال له: الترجيع، وهذا علمه النبي ﷺ أبا محذورة وكان يؤذن به في مكة ، فإذا فعله فلا بأس، نوع من أنواع الأذان الشرعي، ولكن الأفضل هو أذان بلال الذي كان يؤذن بين يدي النبي عليه الصلاة والسلام، كان بلال يؤذن من دون ترجيع بين يدي النبي عليه الصلاة والسلام في المدينة حتى توفى الله نبيه عليه الصلاة والسلام، وكلا النوعين الحمد لله مشروع وجائز، إلا أن الأفضل هو ما كان يفعل بين يديه عليه الصلاة والسلام وهو عدم الترجيع ومن رجع فلا بأس. نعم.
المقدم: جزاكم الله خيرًا. 
فتاوى ذات صلة