درجة حديث: «تعرض علي أعمالكم»

السؤال:

في الحديث الذي تعرض علي أعمالكم؟

الجواب:

أما حديث تعرض علي أعمالكم فهو حديث ضعيف عند أهل العلم، أما ما جاء من الحديث عن النبي ﷺ أنه قال: إنها تعرض علي أعمالكم، وحياتي خير لكم، وموتي خير لكم، تحدثون، ويحدث لكم، وإنها تعرض علي أعمالكم، فما وجدت من خير حمدت الله عليه، وما وجدت شر استغفرت لكم فهو حديث ضعيف جاء مرسلًا عن النبي ﷺ. 

وجاء في حديث آخر في إسناده شخص يقال له: عبدالمجيد بن أبي رواد ضعيف عند أهل العلم، فالمقصود أنه حديث ضعيف لا يثبت، وإنما جاء الحث على الصلاة عليه -عليه الصلاة والسلام- وقال: إن خير أيامكم يوم الجمعة، فأكثروا عليّ من الصلاة فيها، فإن صلاتكم معروضة عليّ قيل: يا رسول الله، كيف تعرض صلاتنا عليك، وقد أرمت؟ يعني بليت، قال: إن الله حرم على الأرضة أن تأكل أجساد الأنبياء هذا جاء في الصلاة، عليه عليه الصلاة والسلام. 

وجاء في لفظ آخر: إن لله ملائكة سياحين، يبلغوني عن أمتي السلام  فهذا خاص بما يتعلق بالصلاة والسلام عليه، يبلغ ذلك -عليه الصلاة والسلام- وجاء في لفظ آخر: ما من أحد يسلم عليّ إلا رد الله عليّ روحي حتى أرد عليه السلام كل هذا جاء عنه، عليه الصلاة والسلام فيما يتعلق به. 

أما الناس فلم يرد فيما نعلم شيئًا يدل على هذا المعنى، فقيل: إنهم يسمعون ويجيبون، وقيل: ليس كذلك، والصواب: أنه لا يقال: إنهم يسمعون شيئًا إلا بدليل، فالأصل أن الميت لا يسمع شيئًا هذا هو الأصل، كما قال الله -جل وعلا-: إِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَى [النمل: 80]. 

وقال: وَمَا أَنتَ بِمُسْمِعٍ مَّن فِي الْقُبُورِ [فاطر: 22] فلا يسمع الميت شيئًا إلا ما جاء به النص، مثل ما جاء به النص أنه يسمع قرع نعالهم إذا ولوا مدبرين، فهذا جاء به النص خاصة يسمع السؤال سؤال الملك إذا سأله من ربك، وما دينك، هذا خاص بهذا النص، أما سوى ذلك ، كذلك أهل بدر جاء أنهم سمعوا كلام النبي ﷺ وهم في القليب، هذا جاء به النص. 

فما جاءت به النصوص نثبته، وما لم يجيء بالنصوص لا نثبته؛ لأن الأصل أنه لا يسمع شيئًا، ولا يدري عن أحوال الدنيا شيئًا، ولهذا يقال للنبي ﷺ يوم القيامة إذا جاء بعض الناس إلى الحوض فطرد، يقال للنبي: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك إذا قال: أصحابي أصحابي، أمتي أمتي يقال له يوم القيامة: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك هكذا جاء في الصحيحين. 

وهذا يدل على عدم صحة حديث أنه تعرض عليه أعمالهم، وإذا كان هو لا يدري عن أحوال الناس، فغيره من باب أولى، فالميت قد انقطع إحساسه، وانقطعت أعماله، ولا يدري عن الناس، لكن جاء في المرائي قد تتلاقى الأرواح إذا رآها المسلمون، قد تتلاقى الأرواح، ويتحدث الميت إلى روح الحي بأشياء، هذا قد يقع بعض الأحيان فيما يتعلق بالرؤيا، والله -جل وعلا- أعلم

فتاوى ذات صلة