384 من: (باب تأكيد وجوب الزكاة وبيان فضلها وما يتعلق بها)

 
216 - باب تأكيد وجُوب الزكاة وبَيان فضلها وَمَا يتعلق بِهَا
قَالَ الله تَعَالَى: وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ [البقرة:43]. وقال تَعَالَى: وَمَا أُمِرُوا إِلاَّ لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ [البينة:5]. وقال تَعَالَى: خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا [التوبة:103] .
1/1206-وَعنِ ابنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّه عَنْهُما، أَنَّ رَسُول اللَّهِ ﷺ قَالَ: بُنِيَ الإِسْلامُ عَلى خَمْسٍ: شَهَادَةِ أَنْ لاَ إِلهَ إِلاَّ اللَّه، وأَنَّ مُحمَّدًا عَبْدُهُ ورسُولهُ، وإِقامِ الصَّلاةِ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، وحَجِّ البَيْتِ، وَصَوْمِ رمضَان متفقٌ عَلَيهِ.
2/1207- وعن طَلْحَةَ بنِ عُبيْدِ اللَّهِ ، قالَ: جَاءَ رجُلٌ إِلى رسُولِ اللَّهِ ﷺ مِنْ أَهْلِ نَجْدٍ، ثَائِرُ الرَّأْسِ نَسَمْعُ دَوِيَّ صَوْتِهِ، وَلاَ نَفْقَهُ مَا يقُولُ، حَتى دَنَا مِنَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ فإِذا هُوَ يَسْأَلُ عَنِ الإِسْلامِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: خَمْسُ صَلَواتٍ في اليوْمِ واللَّيْلَةِ قالَ: هَلْ عَلَيَّ غَيْرُهُنَّ؟ قَالَ: لاَ، إِلاَّ أَنْ تَطَّوَّعَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّه ﷺ: وصِيَامُ شَهْرِ رَمضَانَ قَالَ: هَلْ عَلَيَّ غيْرُهْ؟ قَالَ: لاَ، إِلاَّ أَنْ تَطَّوَّعَ قَالَ: وَذَكَرَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ، الزَّكَاةَ فَقَالَ: هَلْ عَلَيَّ غَيْرُهَا؟ قَالَ: لاَ، إلاَّ أَنْ تَطَّوَّعَ فَأَدْبَر الرَّجُلُ وهُوَ يَقُولُ: واللَّهِ لاَ أَزيدُ عَلى هَذَا وَلا أَنْقُصُ مِنْهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: أَفْلَحَ إِنْ صَدَقَ مُتفقٌ عليهِ.
3/1208- وعن ابن عبَّاس ، أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ، بعَثَ مُعَاذًا إِلى اليَمنِ فَقَالَ: ادْعُهُمْ إِلى شهادَةِ أَنْ لا إِلهَ إِلاَّ اللَّه وَأَنِّي رسُولُ اللَّهِ، فإِنْ هُمْ أَطَاعُوا لِذلكَ، فَأَعْلِمْهُم أَنَّ اللَّهَ تَعَالى افْتَرَضَ عَليهِمْ خَمسَ صَلواتٍ في كُلِّ يَوْمِ وليلةٍ، فَإِن هُمْ أَطاعُوا لِذلكَ فَأَعْلمْهُمْ أَنَّ اللَّه افْتَرَضَ عَليهِمْ صَدقَةً تُؤخَذُ مِنْ أَغْنِيَائِهِمْ، وَتُردُّ عَلى فُقَرائهِم متفقٌ عليه.

الشيخ:
الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.
أما بعد:
فهذه الآيات الكريمات والأحاديث الصحيحة النبوية عن النبي ﷺ كلها تتعلق بالزكاة، وتقدم ما يتعلق بالصلاة وهي عمود الإسلام من أعظم بعد الشهادتين، وهذه تتعلق بالزكاة، والله جل وعلا بعث الأنبياء بالإسلام وجعل لهم شرائع لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا [المائدة:48] وبعث خاتمهم محمدا ﷺ، وهو أفضلهم وإمامهم وخاتمهم، بعثه بالإسلام وبشريعة خاصة هي أكمل الشرائع وأتمها، بعثه بالتوحيد والإخلاص لله، والإيمان به سبحانه، وأنه رب العالمين، وأنه الإله الحق الذي لا يستحق العبادة سواه، والإيمان برسوله محمد عليه الصلاة والسلام مع الإيمان بالصلاة وأنها فرض، وأنها خمس صلوات في اليوم والليلة، وهكذا الزكاة فرضها الله على عباده، وهي ركن من أركان الإسلام الخمسة، وهي حق المال في أموال معدودة مخصوصة في النقود من الذهب والفضة وما يقوم مقامها من العمل، وفي الحبوب والثمار، وفي بهيمة الأنعام من الإبل والبقر والغنم السائمة الراعية، كل هذه فيها الزكاة، وفي عروض التجارة الأموال المعدة للبيع، فالله جعل فيها الزكاة ركنا من أركان الإسلام الخمسة، والرابع من أركان الإسلام صيام رمضان، والخامس حج بيت الله الحرام، فالإسلام بني على هذه الخمس: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت، والله يقول سبحانه وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ [النور:56]، وقال سبحانه: فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ [التوبة:5]، فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ [التوبة:11]، وقال تعالى: وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ [البينة:5] نبه على هذه الأمور الثلاث لأنها أعظم الأمور، توحيد الله والإيمان برسوله ﷺ، ثم الصلاة، ثم الزكاة، هذه أهم الأركان الخمسة أعظمها، ومتى قام العبد بهذه الأركان قام بالبقية، متى قام بالتوحيد والإخلاص لله والإيمان برسوله ﷺ وأقام الصلاة وأدى الزكاة فإنه يؤدي البقية؛ لأن إيمانه بالله ورسوله وإيمانه بما فرض الله من الصلاة والزكاة يدعوه إلى أن يؤدي البقية، ولهذا جاء في النصوص الكثيرة الاقتصار على الشهادتين والصلاة والزكاة لأن الإيمان بهذه الثلاث إيمان بالجميع، يدعو صاحبه إلى أن يؤمن بكل ما شرع الله وبكل ما أمر الله به ورسوله، ويقول جل وعلا: خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا [التوبة:103] فالزكاة طهرة لهم ولأموالهم، وزكاة لهم ولأموالهم، وطعمة لإخوانهم الفقراء والمحاويج، ويقول النبي ﷺ في حديث ابن عمر: بني الإسلام على خمس يعني على خمس دعائم شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت هذه دعائم الإسلام وأركانه الخمسة، ويلحق بذلك جميع الأوامر والنواهي، كل الأوامر والنواهي ملحقة بهذه الخمس، فعلى المؤمن أن يطيع أوامر الله وينتهي عن نواهي الله كلها، ولهذا قال سبحانه: قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيْكُمْ مَا حُمِّلْتُمْ وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا [النور:54]، ويقول جل وعلا: وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ [الحشر: 7] فعلى كل مسلم أن يستقيم على ما أمر الله به وأن يؤديه عن إخلاص وصدق، وهكذا ينتهي عما حرم الله عليه.
وفي حديث طلحة بن عبيد الله التيمي أن أعرابيا جاء يسأل النبي ﷺ عن الإسلام عن الدين فأخبره عن الصلاة وأنها خمس صلوات في اليوم والليلة وأخبره عن الزكاة، فقال الأعرابي هل علي غيرها؟ قال: لا، إلا أن تطوع وأخبره بشرائع الإسلام كما في الرواية الأخرى أخبره عن الصيام وعن الحج قال: هل علي غير ذلك؟ قال: لا، إلا أن تطوع فدل ذلك على أن الواجب على المؤمن أن يؤدي هذه الفرائض، وأن النافلة تطوع، صدقة تطوع، الصيام في غير رمضان تطوع، الحج غير الفريضة تطوع، الواجب: الصلوات الخمس، وزكاة المال الواجبة، وصيام رمضان، وحج بيت الله الحرام، وما زاد على هذا من الصلوات كصلاة الضحى والتهجد بالليل والنوافل الأخرى كلها نوافل، صدقة التطوع إلا ما وجب من الكفارات والنذور هذه لها أدلتها، وهكذا زكاة الفطر لها أدلتها، وهكذا ما شرع الله من صلاة الكسوف وصلاة الاستسقاء صلاة الجنائز كل هذه لها أدلتها الخاصة، وهكذا ما شرع الله من تحريم النواهي يجب على المؤمن أن يلتزم بذلك، وأن ينتهي عما نهى الله عنه من جميع المحارم من الربا والزنا والسرقة والظلم والغيبة والنميمة وغير هذا مما نهى الله عنه من سائر المعاصي، فالمسلم ينقاد لأمر الله بفعل الأوامر وترك النواهي عملا بالأدلة كلها والنصوص كلها، فلا يرتكب ما حرم الله ولا يدع ما أوجب الله، بل يلتزم بما أوجب الله وينتهي عما حرم الله ويقف عند حدود الله، ثم إذا زاد على هذا من التطوعات الصدقات النوافل صلاة النافلة صوم النافلة حج النافلة هذا كله خير إلى خير، وهكذا الأذكار والتسبيح والتهليل والتحميد والاستغفار خير إلى خير، فالمؤمن يتزود من كل خير ويسابق إلى الخيرات، ويسارع إلى أنواع الخير حتى يزداد فضله وأجره، وحتى ترتفع منزلته في الآخرة في دار الكرامة، كلما زاد العبد في الخير زاد الله له في الأجر هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ [الرحمن:60] فالتزود من التقوى فيه الخير العظيم وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ [البقرة:197] نسأل الله للجميع التوفيق والهداية، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه.

الأسئلة:
س: قول الرسول ﷺ لمعاذ فإن هم أطاعوك فأعلمهم أن الله ...؟
الشيخ: يعني لا يخاطبون بالصلاة إلا إذا أجابوا إلى التوحيد، فإذا أجابوا للتوحيد ودخلوا في الإسلام يؤمرون بالصلاة وبقية الأركان، وإذا امتنعوا من الصلاة ما لهم دين حتى يصلوا، فإذا أدوا الصلاة علموا بالزكاة وبقية أمور الإسلام.
س: إذا كان فيهم شرك؟
الشيخ: لا بدّ يبدأ بالتوحيد أولا، يعلمون التوحيد وترك الشرك، ثم الصلاة، ثم الزكاة، وهكذا.
س: تارك الزكاة كافر؟
الشيخ: ما هو كافر، لا، عاصٍ يجبر عليها ويلزم بها، ولهذا يوم القيامة يؤتى بتارك الزكاة إن كان إبل أو بقر أو غنم جيء بها تطؤه -نسأل الله العافية- تطؤه الإبل بأخفافها وتعضه بأفواهها وتطؤه البقر والغنم بأظلافها وتنطحه بقرونها في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة ثم يرى سبيله إما إلى الجنة إما إلى النار، وهكذا يحمى على ذهبه وفضه ويكوى به -نسأل الله العافية- فالمقصود أن ترك الزكاة كبيرة من الكبائر العظيمة يستحق صاحبها العذاب والعقوبة في الدنيا إلا إذا جحد وجوبها كفر، نسأل الله العافية، أو قاتل دونها كفر.
س: بالنسبة للشخص يعطي زكاته أقاربه؟
الشيخ: إذا كانوا فقراء لا بأس لكن أصوله وفروعه لا، يعطي إخوته أعمامه أخواله إذا كانوا فقراء، أما أبوه وأمه لا، وأولاده لا.
س: قتال أبي بكر لهم؟
الشيخ: كفرهم لما قاتلوا دونها؛ لأن من قاتل دونها فقد جحدها، لما قاتلوا عوقبوا، أما من لم يجحد يعاقب إنا أخذوها وشطر ماله يعاقب ولا يكفر.
س: هل يعطى لمن يبنون المساجد من الزكاة؟
الشيخ: لا، الزكاة لا يبنى بها المساجد.
س: إذا كانوا يحتاجون؟
الشيخ: يعطون من أموال أخرى.
س: كيف يوجه قول أبي بكر (لو منعوني عقالا)؟
الشيخ: (لقاتلتهم على منعه) إذا امتنعوا يقاتلون لكن لا يكفرون بالمنع إلا إذا قاتلوا دينهم فقتالهم دونها علامة على جحدها نسأل الله العافية.
س: ...؟
الشيخ: إذا كان المالك واحد يضم، إذا كان المالك واحد له أربعين من الغنم في مكة وأربعين في المدينة وأربعين في جدة وأربعين في الرياض فيضم بعضها إلى بعض إذا كانت راعية.
س: تعريف العبادة والفرق بينها وبين العادة؟
الشيخ: العبادة ما شرعه الله، ما أمر الله به، اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه، هذه العبادة، والعادات غير، العادات ما يعتاده الناس، لكن ما أمر الله به ورسوله يسمى عبادة وما نهى الله عنه ينهى عنه.
س: قول الرجل للمشرك: لن يدخلك الله الجنة، هذا من التألي؟
الشيخ: ما يجوز هذا، يقول: لا يدخلك الجنة إذا مت على الشرك، يبين له إذا مت على الشرك صرت من أهل النار وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ [الأنعام:88]، إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ [المائدة:72].
س: إنسان توفى له أحد من أقاربه يأتون بقية أقرباءه والأصدقاء؟
الشيخ: سنة يأتون يعزونه.
س: يعملون فطور؟
الشيخ:إذا قهواهم أو جاؤوا من مكان بعيد وعشاهم وغداهم ما يخالف.
س: هذا ما يعتبر؟
الشيخ: لا ما فيه شيء/ إذا جاء الضيف يكرم الضيف. ما أهل الميت يعدون طعام للناس لا، لا يعدون طعام للناس، لكن إذا جاء ضيف من بعيد يكرمونه ولو أقام عندهم مائة يوم.