368 من: (باب فضل يوم الجمعة ووجوبها والاغتسال لها والتطيب والتبكير إليها..)

 
(تابع) باب فضل يوم الجمعَة ووُجوبها والاغتِسال لَهَا والتطيّب والتبكير إِلَيْهَا والدعاء يوم الجمعة والصلاة عَلَى النبيّ ﷺ فيه وبيان ساعة الإجابة واستحباب إكثار ذكر الله بعد الجمعة
4/1150- وَعَنْ أبي هريرة وابنِ عُمَرَ ، أَنَّهما سَمِعَا رسولَ اللَّه ﷺ يقولُ عَلَى أَعْوَادِ مِنْبَرِهِ: "لَيَنْتَهِيَنَّ أَقْوَامٌ عَنْ وَدْعِهِمُ الجمُعَاتِ، أَوْ لَيَخْتِمَنَّ اللَّه عَلَى قُلُوبِهمْ، ثُمَّ ليَكُونُنَّ مِنَ الغَافِلينَ" رواه مسلم.
5/1151- وَعَن ابنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّه عَنْهُمَا، أَنَّ رَسولَ اللَّهِ ﷺ، قالَ: إِذا جاَءَ أَحَدُكُمُ الجُمُعَةَ، فَليَغْتَسِلْ متفقٌ عَلَيهِ.
6/1152- وعن أَبي سعيدٍ الخُدْرِيِّ ، أَنَّ رسولَ اللَّهِ ﷺ قالَ: غُسْلُ يَوْمِ الجُمُعَةِ وَاجِبٌ عَلَى كلِّ مُحْتَلِمٍ متفقٌ عَلَيْهِ.

الشيخ:
الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.
أما بعد:
فهذه الأحاديث الثلاثة تتعلق بالجمعة، الأول يتعلق بوجوبها وأنها من أهم الفرائض، وهي إحدى الصلوات الخمس في يوم الجمعة، هي فريضة من الفرائض الخمس من تعمد تركها مثل من تعمد ترك الصلوات الأخرى كفر وضلال، نسأل الله العافية لقوله النبي ﷺ: بين الرجل وبين الكفر والشرك ترك الصلاة، وفي الحديث الآخر يقول ﷺ: العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر، وفي هذا الحديث عن ابن عمر وأبي هريرة رضي الله تعالى عنهم يقول ﷺ: لينتهن أقوام عن ودعهم الجمعات يعني تركهم الجمعات أو ليختمن الله على قلوبهم ثم ليكونن من الغافلين يعني من عقوبات تركها الختم على القلوب وأن يطبع عليها بطابع الغفلة نسأل الله العافية. وفي الحديث الآخر: من ترك ثلاث جمع –متوالية- من غير عذر طبع على قلبه فالمقصود أن الواجب على المؤمن المحافظة عليها والعناية بها؛ لأن الله أوجبها على المقيمين كل أسبوع بدلا من الظهر، فالواجب العناية بها والمحافظة عليها، وفيها في هذا اليوم ساعة عظيمة يستجاب فيها الدعاء، تقدم قوله ﷺ: خير يوم طلعت عليه الشمس يوم الجمعة، فيه خلق آدم، وفيه أدخل الجنة، وفيه أهبط منها، وفيه ساعة لا يوافقها عبد مسلم يسأل الله عز وجل شيئًا إلا أعطاه إياه، وفيها تقوم الساعة.
والحديث الثاني: يقول ﷺ: من جاء الجمعة فليغتسل، وفي اللفظ الآخر: غسل الجمعة واجب على كل محتلم واجب يعني متأكد لأنه دلت الأحاديث على أنه ليس بفرض ولكنه سنة مؤكدة، ولهذا في اللفظ الآخر: من توضأ يوم الجمعة ثم أتى المسجد فصلى ما قدر له ثم أنصت حتى يفرغ من خطبته ثم صلى غفر له ما بين الجمعة والجمعة الأخرى وثلاثة أيام، وقوله: من توضأ يدل على أن الغسل ليس بواجب، وفي الحديث الآخر: من توضأ يوم الجمعة فبها ونعمت، ومن اغتسل فالغسل أفضل ولهذا قال العلماء في واجب يعني متأكد مثل ما تقول العرب حقك علي واجب، دينك علي واجب، حقك علي واجب، العدة واجبة، العدة دين، يتسامحون في مثل هذه العبارات المتأكدة، والسنة للمؤمن عند ذهابه للجمعة أن يغتسل، هذا هو الأفضل عند الذهاب، ولو اغتسل في أول النهار كفى، لكن الأفضل أن يغتسل عند مراحه للجمعة لأنه يكون أكمل، يغتسل ويتطيب عند ذهابه للجمعة، ثم إذا صلى بالمسجد، صلى ما قدر الله له ركعتين أربع ست ثمان أكثر، يصلي ما يسر الله له، ليس له سنة راتبة قبلها لكن يصلي ما يسر الله له، أقل ذلك ركعتان تحية المسجد، فإذا دخل الإمام أنصت للخطبة وراعاها سمعه ولم يعبث بل ينصت ليستفيد من الخطبة؛ لأن الخطبة موعظة للمسلمين، كل جمعة الواجب الاستماع والإنصات والاستفادة، وعلى الإمام أن يتحرى الخطبة التي تناسب الحاضرين وتنفعهم في بيان ما يجب عليهم وما يحرم عليهم، وحال الاستماع لا يتكلم مع أحد، ينصت حتى ولو رأى ما يخالف الشرع يشير إشارة لقوله ﷺ: إذا قلت لصاحبك أنصت يوم الجمعة والإمام يخطب فقد لغوت مع أن قوله أنصت أمر بالمعروف، لكن ما هو بوقت كلام، إذا رأى من يتكلم يشير إليه إشارة أنه يسكت، أو رأى من يعبث يشير إليه إشارة، وإذا سلم عليه أحدهم والإمام يخطب يرد بالإشارة، وفي بعض الروايات: غسل الجمعة واجب على كل محتلم، وأن يستاك ويتطيب هذا مما يدل على تأكد الطيب والاستياك في هذا اليوم العظيم يوم الجمعة، وكذلك لبس الجيد الحسن من الثياب يوم الجمعة ويوم العيد يستحب فيه الطيب والغسل ولبس الطيب من الثياب، يوم يجتمع فيه المسلمون كل أسبوع، أما النساء فليس عليهن جمعة ولا جماعة، ولكن لو حضرن الجمعة أجزأتهن عن الظهر، لو حضرن مع الناس يصلين الجمعة، من صلت الجمعة مع الرجال أجزأتها عن الظهر.
وفق الله الجميع.

الأسئلة:
س: الإمام هل يستاك على المنبر قبل الخطبة؟
الشيخ: إذا استاك طيب لا بأس.