فوائد الذكر

المتصل: السلام عليكم.

الشيخ: وعليكم السلام ورحمة الله.

المتصل: مسَّاك الله بالخير يا شيخ.

الشيخ: حيَّاك الله يا سعيد، كيف حالك؟

المتصل: كيف حالكم؟

الشيخ: بارك الله فيك.

المتصل: نبدأ المقدمة جزاك الله خيرًا؟

الشيخ: لا بأس.

المتصل: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه.

وبعد: ففي هذه الليلة المباركة نشكر فضيلة شيخنا الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز على إجابته لإقامة هذه المحاضرة في مدينة جبه، فإنَّ الإخوان مجتمعون في هذا الجامع، ومُشتاقون لهذه المحاضرة، ويشكرون فضيلة الشيخ على اقتطاعه الوقت لإرشادهم وتوجيههم، وموضوع المحاضرة: فائدة الأذكار وأهميتها في حياة المسلم. فتفضل جزاك الله خيرًا مشكورًا.

الشيخ: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومَن اهتدى بهداه.

أما بعد: فإني أشكر الله على ما مَنَّ به من هذا اللِّقاء لإخوتي في الله في بيتٍ من بيوت الله؛ للتَّواصي بالحقِّ، والتَّعاون على البرِّ والتَّقوى، والتناصح.

وأسأل الله أن يجعله لقاءً مباركًا، وأن يُصلح قلوبنا وأعمالنا جميعًا، وأن يمنحنا جميعًا الفقهَ في دينه، والثَّبات عليه.

كما أسأله سبحانه أن ينصر دينَه، ويُعلي كلمته، وأن يُصلح أحوال المسلمين في كل مكانٍ، وأن يمنحهم الفقه في الدِّين، وأن يُولي عليهم خيارهم، ويُصلح قادتهم.

كما أسأله سبحانه أن يُوفق ولاة أمرنا في هذه البلاد لكل خيرٍ، وأن يُعينهم على كل خيرٍ، وأن يُصلح لهم البطانة، وأن ينصر بهم الحقّ، وأن يجعلنا وإياكم وإياهم من الهُداة المهتدين، إنه سبحانه ولي ذلك والقادر عليه.

أيها الإخوة في الله، إنَّ الله إنما خلق الخلقَ ليعبدوه وحده، لا شريكَ له، لم يخلقهم عبثًا، ولا سُدًى، ولا لحاجةٍ به إليهم، فهو الغني عمَّا سواه ، ولكنه خلقهم ليعبدوه، ويُعظِّموه، وينقادوا لشرعه، وينتهوا عمَّا نهى عنه؛ ولهذا خُلِقوا، وبهذا أُمِرُوا، كما قال سبحانه: وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ [الذاريات: 56]، وقال تعالى: يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ [البقرة:21].

فأبان سبحانه في هاتين الآيتين أنه خلق الخلقَ ليعبدوه، وأمرهم بذلك ليتَّقوه بفعل أمره، وترك نهيه، هكذا أوجب، وهكذا أمر، وأرسل الرسل بهذا عليهم الصلاة والسلام، حيث قال جلَّ وعلا: وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ [النحل: 36].

فالواجب على جميع المكلَّفين أن يعبدوه وحده، وأن يُعظِّموا أمره ونهيه، وأن ينقادوا لشرعه، وأن يخصُّوه بالعبادة دون كلِّ ما سواه، هذا هو الواجب على الجميع في جميع أقطار الدنيا، يجب على الجميع من الجنِّ والإنس، والعرب والعجم، والذكور والإناث، والأغنياء والفقراء، يجب على الجميع أن يعبدوا الله وحده، وأن يتَّقوه بطاعة أوامره، وترك نواهيه، والوقوف عند حدوده، والتَّواصي بحقِّه، والحذر مما نهى عنه؛ لهذا خُلِقُوا، وبهذا أُمِرُوا، وقد وعدهم الله على ذلك الجنة والكرامة والسَّعادة في الدنيا والآخرة، وأوعدهم على ضدِّ ذلك بالنار والعذاب، قال تعالى: تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ۝ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُهِينٌ [النساء: 13- 14]، هذا جزاء مَن أطاع وعصى؛ جزاء مَن أطاع واتَّبع الحقَّ جزاؤه الجنة والكرامة والرِّضا، وجزاء مَن عصى وخالف الأوامر العذاب المهين، نسأل الله العافية.

فالوصية أيها الإخوة لكم ولنفسي ولجميع المسلمين: تقوى الله جلَّ وعلا، وأن تتَّقوه بالسَّراء والضَّراء، والشّدة والرَّخاء، وأن تعبدوه وحده، وأن تحذروا ما نهى عنه، وأن تتواصوا بذلك أينما كنتم، كما قال الله سبحانه: وَالْعَصْرِ ۝ إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ ۝ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ [العصر: 1-3]، هذه الصِّفات الأربع هي صفات الرَّابحين السُّعداء، ومَن سواهم خاسر.

وقد أقسم الله على هذا سبحانه بالعصر، وهو الليل والنهار، وهو الصَّادق وإن لم يُقْسِم، لكنه أقسم بذلك للتأكيد والتَّعظيم، وهو سبحانه يُقسم بما شاء من خلقه، كما قال تعالى: وَالذَّارِيَاتِ ذَرْوًا [الذاريات: 1]، وَالطُّورِ ۝ وَكِتَابٍ مَسْطُورٍ [الطور: 1-2]، وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى [الليل: 1]، وغير ذلك؛ لأنها مخلوقات عظيمة تدل على عظمته، وأنه ربّ العالمين، وأنه الخلَّاق العليم، وأنه المستحقّ لأن يُعبد.

أما المخلوق فليس له أن يحلف إلا بالله، العبد ليس له أن يحلف إلا بربه، كما قال النبي الكريم عليه الصَّلاة والسلام: مَن كان حالفًا فليحلف بالله أو ليصمت.

وروى الإمامُ أحمد بإسنادٍ صحيحٍ عن عمر : أنه قال عليه الصلاة والسلام: مَن حلف بشيءٍ دون الله فقد أشرك.

وأخرج أبو داود والترمذي رحمة الله عليهما من حديث ابن عمر رضي الله عنهما: أنَّ النبي ﷺ قال: مَن حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك.

وقال عليه الصلاة والسلام: مَن حلف بالأمانة فليس منا.

فالواجب على جميع المكلفين في الحلف أن يحلفوا بالله وحده، وليس لأحدٍ أن يحلف بغير الله كائنًا مَن كان.

أما ربنا سبحانه فله أن يُقسم من خلقه بما يشاء جلَّ وعلا، والمقصود من ذلك تعظيم هذه الأمور الأربعة، وأنها أسباب السَّعادة والربح: الإيمان، والعمل الصالح، والتَّواصي بالحقِّ، والتَّواصي بالصبر.

الإيمان يكون عن عملٍ، فالمعنى: إلا الذين عرفوا الحقَّ وعملوا وآمنوا بذلك. عرفوا الله، وعرفوا حقَّه، وآمنوا به وبأسمائه وصفاته، وبكل ما أخبر الله به ورسوله عن أمر الآخرة والجنة والنار وغير ذلك، ثم مع الإيمان عملوا، حققوا إيمانهم بالعمل، فأدّوا فرائضَ الله، وتركوا محارم الله، ثم مع ذلك تواصوا بالحقِّ، وتواصوا بالصبر، والتَّواصي بالحقِّ والتَّواصي بالصبر من جملة الإيمان، ومن جملة العمل، لكن الله نصَّ عليهما لعظم شأنهما، ولشدة الضَّرورة إليهما: التَّواصي بالحقِّ، والتَّواصي بالصبر.

فالواجب على جميع المكلَّفين من الرجال والنِّساء، والعرب والعجم، والجنّ والإنس، والذكور والإناث، الواجب على الجميع أن يتَّقوا الله، وأن يُؤمنوا به وبرسوله ﷺ، وأن يُصدِّقوا الله في أخباره، ويُصدِّقوا رسوله عليه الصلاة والسلام في كل شيءٍ، ثم يعملون، لا بدَّ من العمل.

فعلى كل مُكلَّفٍ أن يقول: "لا إله إلا الله"، وأن ينطق بالحقِّ، وأن يُؤمن بالحقِّ، وأن يُؤمن بكلِّ ما أمر الله به ورسوله، وأن ينقاد لذلك عملًا؛ فيُصدق بقلبه ولسانه، ويعمل بجوارحه، فيُؤدي ما أوجب الله من صلاةٍ وغيرها، وينتهي عمَّا حرَّم الله من الشِّرك وغيره.

ثم مع هذا التَّواصي بالحقِّ مع إخوانه وأهل بيته، ومع جميع المسلمين، ومع جميع الناس حسب الطاقة، لا بدَّ من التَّواصي والدَّعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، كما قال جلَّ وعلا: ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ [النحل: 125]، وقال سبحانه: وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا [فصلت: 33]، وقال : قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي [يوسف: 108].

وأمر رابعٌ: الصبر، لا بدَّ من الصبر، لا بدَّ في الإيمان والعمل والتَّواصي من الصبر، لا بدَّ أن تصبر حتى تُؤدي ما أوجب الله، وتنتهي عمَّا حرَّم الله، ولا بدَّ أن تصبر في التَّبليغ عن الله، والوصية بالحقِّ، والدَّعوة إليه، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، لا بدَّ من هذا.

ومن جملة ما شرع الله لعباده، وهو داخلٌ في الإيمان: العناية بذكر الله، والإكثار من ذكر الله صباحًا ومساءً، وفي كل وقتٍ، كما قال جلَّ وعلا: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا ۝ وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا [الأحزاب: 41- 42]، وقال : فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ [الجمعة: 10]، وقال جلَّ وعلا: إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ إلى أن قال سبحانه: وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا [الأحزاب: 35].

فالوصية أيُّها الإخوة: الإكثار من ذكر الله؛ لأنه يُقوي الإيمان في القلوب، ويُذكر بعظمة الله ، فالمشروع لكل مؤمنٍ ومؤمنةٍ العناية بذكر الله صباحًا ومساءً، وفي كل وقتٍ: بالتَّسبيح، والتهليل، وسائر أنواع الذكر، وكذلك لا بدَّ من خوف الله ورجائه؛ لأنَّ هذا من ذكر القلب، فالخوف والرَّجاء والمحبَّة لله كل هذا من ذكر القلب، فيذكر الله بقلبه: خوفًا، ورجاءً، ومحبَّةً، وإخلاصًا له سبحانه، ويذكر الله بلسانه: بقراءة القرآن، وبالتَّسبيح، والتَّهليل، والتَّحميد، والتَّكبير، وغير ذلك، وبالعمل: وذلك بطاعة الله، وترك معصيته، كل هذا من ذكره .

فالمشروع لنا جميعًا، والواجب على جميع المكلَّفين أن يتَّقوا الله ويُعظِّموه، وأن ينقادوا لشرعه، وأن يذكروه سبحانه بما شرع من الذكر القولي والعملي، هذا هو المشروع للجميع أينما كانوا، والله سبحانه وعدهم على ذلك الخير الكثير، والجزاء الحسن، حيث قال جلَّ وعلا: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا ۝ وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا ۝ هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا ۝ تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلَامٌ وَأَعَدَّ لَهُمْ أَجْرًا كَرِيمًا [الأحزاب:41- 44].

ويقول : إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا [الأحزاب: 35].

فالوصية أيُّها الإخوة: العناية بطاعة الله، والتَّواصي بحقِّ الله، والتَّعاون على البرِّ والتقوى، والإكثار من ذكر الله جلَّ وعلا، ومع ذلك الأمر بالمعروف، والنَّهي عن المنكر، لا بدَّ من هذا، قال تعالى: وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ [التوبة:71]، ويقول : كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ [آل عمران:110].

ويقول النبيُّ الكريم عليه الصلاة والسلام: مَن رأى منكم منكرًا فليُغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان.

ويقول عليه الصلاة والسلام: ما بعث اللهُ من نبيٍّ قبلي إلا كان له من أمَّته حواريون وأصحاب يأخذون بسُنته، ويقتدون بأمره، ثم إنها تخلف من بعدهم خلوفٌ يقولون ما لا يفعلون، ويفعلون ما لا يُؤمَرون، فمَن جاهدهم بيده فهو مؤمن، ومَن جاهدهم بلسانه فهو مؤمن، ومَن جاهدهم بقلبه فهو مؤمن، وليس وراء ذلك من الإيمان حبَّة خردلٍ.

فالوصية مرةً أخرى أيها الإخوة: التواصي بحقِّ الله، والتعاون على البرِّ والتقوى، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، والعناية بأهلك، كل واحدٍ يعتني بأهل بيته، ويُذكرهم بالله، ويُعلمهم ما جهلوه، ويُرشدهم إلى الخير، ويُلاحظهم، كما قال الله سبحانه: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ [التحريم: 6]، ويقول سبحانه يُخاطب نبيَّه ﷺ: وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا [طه: 132]، ويقول جلَّ وعلا عن نبيه ورسوله إسماعيل عليه الصلاة والسلام: وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولًا نَبِيًّا ۝ وَكَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ وَكَانَ عِنْدَ رَبِّهِ مَرْضِيًّا [مريم: 54- 55].

ويقول النبي ﷺ: كلكم راعٍ، وكلكم مسؤول عن رعيته، فالإمام راعٍ ومسؤول عن رعيته، والرجل راعٍ في أهل بيته ومسؤول عن رعيته، والمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها، والعبد راعٍ في مال سيده ومسؤول عن رعيته، ألا فكلكم راعٍ، وكلكم مسؤولٌ عن رعيته.

أسأل الله بأسمائه الحسنى وصفاته العُلى أن يُوفقنا وإياكم لما يُرضيه، وأن يمنحنا وإياكم العلم النافع، والعمل الصالح، وأن يُعيذنا وإياكم وسائر المسلمين من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، ومن مُضلات الفتن، إنه ولي ذلك والقادر عليه.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمدٍ، وعلى آله وأصحابه وأتباعه بإحسانٍ.

الأسئلة:

س: متى تبدأ أذكار الصباح والمساء؟ وما هو أفضل وقتٍ لها؟

ج: أذكار الصباح تبدأ من طلوع الفجر إلى الزوال -إلى وقوف الشمس- وأذكار المساء بعد الزوال إلى أول الليل، وإذا فعل ذلك بعد صلاة الفجر قبل طلوع الشمس فهذا من أفضل ما يكون، وكذلك في العصر قبل الغروب؛ لقوله جلَّ وعلا: وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ [ق:39]، فإذا أتى بها قبل طلوع الشمس، وأتى بالأذكار في العصر، كان كله طيبًا، وإن أتى بها بعد ذلك: بعد طلوع الشمس، أو بعد الغروب، كله طيب، والحمد لله.

س: إذا صعب على المسلم أمرٌ من الأمور، أو عجز عن دفعه، هل هناك آيات من القرآن الكريم تخصّ ذلك؟ وما أفضل ذكر يقوله عند ذلك؟

ج: ما أعلم شيئًا خاصًّا في هذا، إلا أنه يستعين بالله، ويسأله العون جلَّ وعلا، إذا شقَّ عليه الأمرُ يستعين بالله، يسأل ربَّه العونَ على ما أهمَّه من أمر دينه ودنياه، لكن يُستحبّ له في أول الليل والنهار قراءة: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ [الإخلاص] والمعوذتين ثلاث مرات صباحًا ومساءً، بعد صلاة الفجر أو قبلها، وبعد صلاة المغرب أو قبلها، المقصود في أول الليل وأول النهار: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ [الإخلاص] والمعوذتين، هذه من أسباب كل خيرٍ، يقيه الله كلَّ شرٍّ، ومن أسباب كل خيرٍ كذلك الاستعانة باللَّفظ: "اللهم يسِّر أمري، اللهم أعني على كذا، اللهم يسِّر لي كذا، اللهم اشرح لي صدري، ويسِّر لي أمري"، يأتي بالدَّعوات المناسبة.

س: نأمل من فضيلتكم التَّكرم بشرح قول الرسول ﷺ: مَن نزل منزلًا وقال: أعوذ بكلمات الله التَّامات من شرِّ ما خلق؛ لا يضرّه شيء حتى يرتحل من ذلك المنزل؟

ج: هذا حديثٌ صحيح، رواه مسلم وغيره، يقول ﷺ: مَن نزل منزلًا فقال: أعوذ بكلمات الله التامَّات من شرِّ ما خلق؛ لم يضرّه شيء حتى يرتحل من منزله ذلك.

وفي حديثٍ آخر: أنَّ رجلًا قال: يا رسول الله، ما وجدتُ من عقرب لدغتني هذه الليلة. قال له النبيُّ ﷺ: أما إنَّك لو قلتَ: أعوذ بكلمات الله التَّامات من شرِّ ما خلق، لم تضرك.

فهذه الكلمات أمرها عظيم، فيُشرع للمؤمن أن يقولها إذا دخل منزله، أو كل ليلةٍ، أو كل وقتٍ، وظاهر الحديث أنه متى قالها كفاه الله حتى يرتحل، لكن إذا كررها عند كل دخولٍ هذا أحسن وأكمل: أعوذ بكلمات الله التَّامات من شرِّ ما خلق.

س: هل يعمّ جميع المساكن؟

ج: مسكنه، يعني: مسكنه.

س: ولو نزل في بريةٍ؟

ج: كذلك في البرية، منزله في البرية كذلك يعمّه، وفي الطائرة، وفي الباخرة، وفي السيارة، كلها منازل، والمسجد كذلك، إذا دخل المسجد، إذا قالها في المسجد كذلك، أو في المدرسة كذلك.

س: أمر النبي ﷺ بألا تُقتل حيَّات البيوت حتى تُستأذن ثلاثًا إلا الأبتر وذا الطّفيتين؟

ج: وذا الطفيتين: نقطتان في ظهره.

س: واللَّذان يخطفان البصر، فما هو معنى هذا الحديث؟

ج: معناه أنَّ الحيَّات يُستأذَنَّ ثلاث مرات إذا برزوا، فإن عادوا بعد الثالثة يُقتلن، يقول: "كفّوا شرَّكم عنا، لا تبرزوا إلينا، لا تخرجوا إلينا، عافونا من شرِّكم"، ونحو هذا، فإذا برزت الحيَّةُ بعد ثلاثٍ وهي في البيت تُقتل، إلا ذا الطفيتين والأبتر يُقتل، ولو أول مرة، الأبتر: القصير، وذا الطفيتين: الذي في ظهره خطين أبيضين، هذا يُقتل متى وُجد؛ لأنه يطمس البصر، ويُسقط الحبل.

س: كيف يكون استئذانه أحسن الله إليك؟

ج: بالكلمات المناسبة: كفُّوا عنا شرَّكم، أو لا تخرجوا إلينا، أو كفُّوا عنا خروجكم، أو لا تخرجوا. الكلمات المناسبة يعني.

س: بعض الناس يخشى على أولاده من العين، فلا يهتم بتزيينهم، ولا بتجميلهم؛ خوفًا من العين، ويقول: إنَّ يعقوب قال لأبنائه: لَا تَدْخُلُوا مِنْ بَابٍ وَاحِدٍ وَادْخُلُوا مِنْ أَبْوَابٍ مُتَفَرِّقَةٍ [يوسف: 67]، فما حكم فعل ذلك؟

ج: الله جلَّ وعلا قال: مَا كَانَ يُغْنِي عَنْهُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ [يوسف: 68]، عليه أن يفعل ما شرع الله من اللباس الحسن، ومن وصيتهم بكل خيرٍ، ويُعيذهم بالكلمات، النبي كان يُعوذ الحسن والحسين بكلمات الله التَّامة من كل شيطانٍ وهامَّةٍ، ومن كل عينٍ لامَّةٍ، يقول لهم: أعيذكم بكلمات الله التَّامة من كل شيطانٍ وهامَّةٍ، ومن كل عينٍ لامة صباحًا ومساءً، والحمد لله.

س: ما الأفضل في الذكر؟ هل مُلازمة ذكر مُعين والاستمرار عليه، أم التَّنويع في الأذكار؟

ج: يُنوع الأذكار كما جاءت به النصوص، يأتي بالأذكار منوعةً كما جاءت به النصوص، وأفضلها: "سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر"، كما قال النبي ﷺ: أحبُّ الكلام إلى الله أربع: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، وفي اللَّفظ الآخر: الباقيات الصَّالحات: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله.

وأفضلها على الإطلاق: "لا إله إلا الله وحده لا شريكَ له، له الملك، وله الحمد، يُحيي ويُميت، وهو على كل شيءٍ قدير"، كما قال ﷺ: الإيمان بضعٌ وسبعون شعبة -أو قال: بضعٌ وستون شعبة- فأفضلها قول: لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق، والحياء شُعبة من الإيمان؛ ولأنَّ "لا إله إلا الله" هي أصل الدِّين، هي أساس الملَّة، فهي أفضل الكلام.

س: هل ثبت هذا الذِّكر عن النبي ﷺ عند الخروج من الخلاء: "الحمد لله الذي أذهب عني الأذى وعافاني"؟

ج: هذا حديثٌ ضعيفٌ، والثابت: غفرانك، كان إذا خرج من الخلاء قال: غفرانك، كما روت عائشةُ عند أهل السُّنن بسندٍ حسنٍ، "غفرانك" يعني: اللهم اغفر لي، أما "الحمد لله الذي أذهب عني الأذى وعافاني" فهو حديثٌ ضعيفٌ، وإن قاله فلا بأس، لكن ما هو بسنة، إذا قاله الإنسانُ فلا بأس.

س: هل يتوضأ الإنسانُ داخل الحمام؟ وهل يُسمِّي ويتلفظ بذلك أو في نفسه يقوله؟

ج: إذا تيسر يخرج، يتوضأ من خارج، وإذا ما تيسر يُسمي عند أول الوضوء، ولو في داخل الحمام؛ لأنَّ التسمية واجبة مع الذكر، يُسمي ولو في داخل الحمام؛ لأنها مُتأكدة، التَّسمية واجبة عند قومٍ من أهل العلم، مع الذكر، وإذا تيسر الخروج ..... يكون أحسن.

س: بعض المؤذنين إذا انتهى من الأذان قال مرةً أخرى: لا إله إلا الله، فما حكم ذلك؟

ج: المؤذن يُصلي على النبي، بعدما يفرغ من الأذان يُصلي على النبي، ثم يقول: اللهم ربَّ هذه الدَّعوة التَّامة. ما يحتاج إلى تكرار: لا إله إلا الله.

س: ما يُعيدها ثاني مرة؟

ج: إن أعادها ما يضرّ، لكن ما هو بمشروع، الذي يقولها المستمع، أما المؤذن إن فرغ يُصلي على النبي، ويقول: اللهم ربَّ هذه الدَّعوة التامة. لكن بعد إغلاق السَّماعة، ما يقولها للناس، يسمع الناس، يُغلق السَّماعة ويُصلي على النبي بعد ذلك.

س: ما صحة هذا الحديث عن النبي ﷺ أنه يقول أنَّ: للمائدة أربعٌ فريضة، وأربعٌ سُنَّة، فالأربع فريضة: المعرفة بما أكل، والتَّسمية، والرِّضا، والشُّكر. والسنة: الجلوس على الرِّجْل اليُسرى، ونصب الرِّجْل اليُمنى، والأكل مما يليه، وقلَّة النظر في وجوه الناس، والسنة تصغير اللُّقْمَة؟

ج: هذا ما نعرف له أصلًا، هذا الخبر لا نعرف له أصلًا، لكن على كل حالٍ الأكل باليمين لأحاديث كثيرة، الواجب أن يأكل بيمينه، ويأكل مما يليه، هذا جاء في أحاديث أخرى.

س: قوله تعالى: طه ۝ مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى [طه: 1-2]، ما المقصود بطه؟

ج: هذه حروف مُقطعة، مثل: ألم، ومثل: ألمص، ومثل: ألمر، ومثل: يس، هذه من الحروف المقطعة، ما هو من أسماء النبي ﷺ، بعض الناس يظنّه من أسماء النبي، لا، هذا مثل: ألم، ومثل: يس، ومثل: كهيعص، ومثل: طسم، وأشباه ذلك، هذا الصَّواب فيها.

س: بعض الناس إذا كان عنده نملٌ يُؤذيه في البيت فإنه يقرأ عليه قراءةً ليذهب عنه، فهل ثبت في ذلك شيءٌ عن النبي ﷺ؟

ج: ما أعلم شيئًا في هذا، لكن إذا آذاه له إتلافه بالمبيدات، ما هو بالنار، بالمبيدات الأخرى إذا آذاه، أما إذا ما آذاه يكفّ عنه، لا يتعرَّض له.

س: هناك رُقية عند بعض الناس -بعض العوام في البوادي- وهي قولهم: أعوذ بالرِّفاعي من سمِّ الأفاعي، للدغة؟

ج: هذا شركٌ أكبر، التَّعوذ بالرِّفاعي هذا شركٌ أكبر، مثل: لو تعوَّذ بالجنِّ، أو تعوَّذ بعبدالقادر الجيلاني، أو تعوَّذ بأحمد البدوي، هذا شركٌ أكبر، الاستعاذة بغير الله من الشِّرك.

س: ما أذكار الحلم والرُّؤيا؟

ج: الرسول ﷺ أخبر أنَّ الإنسان إذا رأى ما يُحب يحمد الله، وإذا رأى ما يكره يتفل عن يساره ثلاث مرات، ويتعوَّذ بالله من الشيطان ومن شرِّ ما رأى ثلاث مرات، ثم ينقلب على جنبه الآخر، فإنها لا تضرّه، ولا يُخبر بها أحدًا، أمَّا إذا رأى ما يُحب: رأى أنه دخل الجنة، أو رأى أنه في محلٍّ طيبٍ، أو رأى أنه مع الأخيار، إذا استيقظ يحمد الله ويُخبر بها مَن يشاء من أحبابه.

س: هل للرُّؤيا وقت مُعين، كأن تكون قبل صلاة الفجر؟

ج: الرؤيا ما أعلم فيها شيئًا، لكن إذا كانت في الليل أقرب إلى الصِّدق من النَّهار، وإلا ما أعلم فيها شيئًا.

س: ما الأذكار التي تمنع من العين؟

ج: التَّعوذ بكلمات الله التَّامات من شرِّ ما خلق ثلاث مرات، صباحًا ومساءً، "بسم الله الذي لا يضرّ مع اسمه شيء في الأرض ولا في السَّماء، وهو السَّميع العليم" ثلاث مرات، صباحًا ومساءً، وقراءة قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ [الإخلاص] والمعوذتين ثلاث مرات، صباحًا ومساءً، كل هذه تمنع من العين وغير العين، من كل شرٍّ.

س: نسمع في بعض إذاعات القرآن لبعض الدول المجاورة ما يُسمونه: بالتَّواشيح والابتهالات، هل يجوز الاستماع لمثل هذا؟

ج: غالب الظنِّ أنَّ هذا من عمل الصُّوفية، ما أعرف عنه شيئًا، لكن الغالب الذي يعمل هذا هم الصُّوفية الذين يدَّعون التَّصوف، ويتعبدون بشيءٍ ما شرعه الله، يزعمون أنَّهم أصحاب القلوب، فهذا من البدع، الإنسان يأتي بالأذكار الشَّرعية فقط التي ندب إليها الرسولُ ﷺ، أو دلَّ عليها القرآن العظيم، أما استعمال التَّواشيح وأذكار خاصَّة بلحون خاصَّة لم ترد في الشرع ليس من الدِّين.

س: يكون لي في بعض الأحيان ظروف تمنعني من الأذكار الشَّرعية أن أقولها بالتَّأني، مما يدفعني للاستعجال، فهل في هذا شيء؟

ج: لا حرج في ذلك، وإذا منعه مانعٌ يُرجى أن يكون له الأجر؛ لأنَّ النبي ﷺيقول: إذا سافر العبدُ أو مرض كتب اللهُ له ما كان يعمل وهو صحيحٌ مُقيمٌ، فالإنسان الذي يحصل له عذرٌ شرعي عن أذكاره المعتادة يُرجى له الأجر كاملًا، وإذا قالها بسرعةٍ فلا بأس.

س: أنا في بداية التزامي، وأُواجه كثيرًا من العقبات، فبماذا تنصحوننا لكي نتجنب هذه العقبات ونسير على الطريق الصَّحيح؟

ج: نوصيك بالصبر، وسؤال الله العون، وصحبة الأخيار، وأبشر بالخير، تسأل ربَّك العون، تقول: اللهم أعني على طاعتك، اللهم أعني على ذكرك وشُكرك. وتجتهد في طاعة الله، وتلتزم الحقَّ، وتصحب الأخيار الطَّيبين، وإياك والغلو، تفعل المشروع والحمد لله، من دون غلوٍّ، من دون تشديدٍ، المستحب مستحبّ، والواجب واجب، وعليك بصُحبة الأخيار الطيبين، ولا تُكلف نفسك ما لا تُطيق، ولا تجعل المستحبّ واجبًا، المستحبّ مستحبّ، والواجب واجب، وإذا شغلك شاغلٌ، أو حصل بعضُ الموانع فلا بأس أن تدع المستحبّ، أما الواجب لا، حافظ على الواجب، ولا تأتي المعصية، دائمًا دائمًا اتَّقِ الله في أداء الواجب، وترك المعصية، أما المستحبَّات فالأمر فيها واسع، إن تيسر لك فعلها فافعلها، وإن شُغلت عنها بعض الأحيان فلا بأس، والأمر واسع والحمد لله.

س: نأمل من فضيلتكم ذكر بعض الأذكار الجامعة لخيري الدنيا والآخرة؟

ج: مثلما تقدم: قوله ﷺ: أحبّ الكلام إلى الله أربع: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ويقول ﷺ: الباقيات الصَّالحات: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله، ويقول ﷺ: مَن قال حين يُصبح وحين يُمسي: سبحان الله وبحمده مئة مرة غُفرت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر.

يُستحبّ للإنسان في الصباح والمساء، للرجل والمرأة، أن يقول: "سبحان الله وبحمده" مئة مرة، أو "سبحان الله العظيم وبحمده" مئة مرة، ويقول: "لا إله إلا الله وحده لا شريكَ له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيءٍ قدير" مئة مرة، كل يوم، سواء في أول النَّهار، أو في أثناء النهار: "لا إله إلا الله وحده لا شريكَ له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيءٍ قدير"، وإن قال: "يُحيي ويُميت"، أو قال: "وهو حيٌّ لا يموت"، كله طيب، مئة مرة.

يقول النبي ﷺ: مَن قال: لا إله إلا الله وحده لا شريكَ له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيءٍ قدير في يومٍ مئة مرة كانت له عدل عشر رِقاب ..... الله أكثر متَّفقٌ على صحَّته عند البخاري ومسلم رحمة الله عليهما.

فيُستحبّ للرجل والمرأة، وكل أحدٍ أن يأتي بهذا الذكر مئة مرة كل يوم، سواء في أول النهار، أو في وسطه، والأفضل في أول النَّهار، يقول: "لا إله إلا الله وحده لا شريكَ له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيءٍ قدير" مئة مرة، يكون له عدل عشر رقاب يُعتقها، ويكتب الله له مئة حسنة، ويمحو عنه مئة سيئة، ولا يأتي أحدٌ بأفضل مما جاء به إلا رجلٌ عمل أكثر من عمله، وتكون حرزًا له من الشيطان يومه ذلك حتى يُمسي. هذا فضلٌ عظيمٌ.

ويقول ﷺ: مَن قال: لا إله إلا الله وحده لا شريكَ له، له الملك، وله الحمد، يُحيي ويُميت، وهو على كل شيءٍ قدير عشر مرات كان كمَن أعتق أربعة أنفسٍ من ولد إسماعيل.

فيُستحبّ الإكثار من هذه الأذكار ليلًا ونهارًا.

نسأل الله للجميع التَّوفيق والهداية، وصلاح النية والعمل، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

المتصل: فضيلة الشيخ، الإخوان يتمنون أن يكون هذا اللِّقاء شهري.

الشيخ: إن شاء الله إذا تيسر، وسلِّم لي عليهم، وبارك الله في الجميع، في أمان الله.