الواجبات المشتركة بين الزوجين

ومن أهم الواجبات عليهما جميعًا طاعة الله ورسوله في أمر الصلاة وغيرها، فعليه هو أن يعتني بالصلاة وأن يخرج إليها في أوقاتها وأن يؤديها في الجماعة كما أمر الله، وعليها هي أيضًا أن تؤدي الصلاة في أوقاتها، وأن تعنى بذلك، وعليهما جميعًا أن يطيعا الرب جل وعلا في كل شيء مما أمر الله به في حفظ اللسان، واجتناب السب والشتم والكلام السيئ الخبيث، وبحفظ اليد والجوارح مما لا ينبغي من الضرب ....... أو إنفاق الأموال في غير وجهها أو غير هذا من التعدي، وهكذا الأولاد العناية بالأولاد والتعاون على التربية الصالحة الطيبة، ولا يؤذيها في أولادها، ولا تؤذيه في أولاده بالضرب والسب بغير حق، فهو يربيهم تربية صالحة، وهي تعينه على ذلك، وإذا كانت هي قائمة بذلك وتعنى بذلك فليعنها هو ولا يخالفها في ذلك فتسوء الحال بسبب الأولاد، يجب أن يكونا جميعًا متعاونين على إحسان التربية، وعلى القيام بالتربية الطيبة الصالحة للأولاد، وألا يختلفوا في ذلك، وإذا ساءت حال واحد منهم فليجتهد الآخر في إصلاح الحال ورأب الصدع، والحرص على أن تكون الحال بينهما جيدة، والعلاقة جيدة في تربية الأولاد، والإحسان إلى الأولاد، وإعطاء الأولاد حقوقهم من دون زيادة تضر بالأولاد أو تقصير يضر بالأولاد، بل يراعيان في ذلك الحال المناسبة والحاجة التي لا بد منها مع الأولاد حتى لا تسوء الحال بينهم وبين الأولاد.

ومن ذلك أيضًا العناية بقرابة الزوج وقرابة الزوجة، فربما جاء الشر من عدم رعايتها لقراباته، فاستمرار الحال الحسنة أن يكون كل منهما يعرف قدر أقارب الآخر ويحسن إلي أقارب الآخر حسب الإمكان، إذا زاره أقاربها أكرمهم، وإذا زارها أقاربه كذلك، فيظهر منهما جميعًا الخير والبشر الطيب والعمل الصالح في هذه الزيارة التي تقع من هؤلاء أو من هؤلاء، فهي تكرم أقاربه وهو يكرم أقاربها بالمعروف من دون أذى، وإذا كان من أقاربها من يخشى منه الشر عليها والفساد عليها منعها من ذلك، وعليها أن تكون عونًا له في ذلك، وألا تسمح بمجيء من يخشى منه الشر عليها أو على زوجها، وكذلك هو إذا كان في أقاربه من يخشى منه الشر فيمنعه من ذلك ويكون عونًا لها على منع؛ه لأن بعض الأقارب قد يكون سببًا للشر بين الزوجين، فالمؤمن يكون ناصحًا أبدًا والمؤمنة كذلك، فلا يبقى حبه لها على مراعاة أمر الله، ولا يبقى حبها له على مراعاة الله، بل كل منهما مع المحبة فيما بينهما والعشرة فيما بينهما الصالحة لا بد أيضًا أن يراعي كل منهما حق الله، وأن يكون ذلك في نطاق الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالمعروف وبالتي هي أحسن حتى لا يقع شر بينهما بأسباب الأقارب، ومن أهم ذلك الوالدان، فعليها أن تعني بوالديه، وأن تحسن إلى والديه، ولاسيما مع الكبر، فعليها أن تكون جيدة المعاشرة للوالدين والإحسان للوالدين، فإن كثيرًا من الأزواج يطلقها بسبب سوء حالها مع أمه أو مع أبيه وهذا واقع كثيرًا، فعليها وينبغي لها أن تعنى بهذا وأن تعرف حق والدته ووالده بالكلام الطيب والفعل الطيب حسب طاقتها وإمكانها.

ومما ينبغي أن ينتبه له الزوج ألا يستغل قول الله : وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ [البقرة:228] فيجعل الحق كله له ويضيع حقها بالكلية، كثير من الأزواج يستغل الدرجة التي له ويضيع الحقوق التي لها ويرى الحق له دائمًا وأبدًا وهذا من الظلم، فالحق مشترك والمعاشرة الحسنة واجبة بين الجميع، ولكن له حق زيادة درجة فلا يستغلها في الباطل والظلم والعدوان، بل عليها أن تعنى بذلك وأن تزيد من إحسان عشرتها له ومن طاعته له في المعروف، ولكن لا يجوز له هو أن يستغل ذلك بظلمها، والعدوان عليها، وإساءة عشرتها، واعتبار الحق له دائمًا، وأنه لا حق لها، والله يقول جل وعلا: وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ [البقرة:228].